المقالات

الغراب ينعق بما فيه

2718 2014-12-08

بعد الظلم الذي لحقنا من أصحاب الفخامة ومختار عصرهم، تلك الغربان التي لم تجلب سوى الشؤم بنعيقها الطائفي المستمر، وبعد أن تم سحقهم، كما يتم سحق صنيعة أقوالهم "داعش" الآن، على أيدي قواتنا الباسلة من الجيش والحشد الشعبي، ما زال مرتزقتهم يعملون، بأسماء مستعارة أو من خارج الحدود، بكل ما أُتوا من قوة، لأفشال وضع اللبنة الأولى في طريق بناء الدولة المدنية العصرية.

لكي تبدأ عملية البناء لا بُدَّ أن تكون هناك عملية مصالحة وطنية حقيقية، لا مطالحة مزيفة، يتم من خلالها إستنزاف موارد الوطن، البشرية والمالية، كما فعل أصحاب الفخامة! مشروع المصالحة الوطنية لم يأتي به هؤلاء، ولا صاحبة نظرية 7x7 التي حيرت أينشتاين في قبره! بل هم من قام بإفشالها وبشتى الصور، لم يبقوا لنا أحداً، لا أخٌ في الدين ولا نظير في الخلق! 

نطوف بلدنا غرباء نازحين، وهم في قصورهم مترفون منعمون، فلا ضير! إنهم في مدينة جدهم الدوانيقي، فعليهم أن يتحلوا بأخلاقه، ويحيوا ليالي ألف ليلة وليلة، مع رشيدهم، وهو يحتسي خمرة أبي نؤاس على أشلاء أبناء الوطن.
بدايةٌ نعتقدها موفقة، بدايةُ مصالحة وطنية حقيقية، هي الخطوة التي قام بها السيد عادل عبد المهدي حينما إستطاع ان يقلص الخلافات بين أكبر مكونين في العراق، العرب والكورد، المركز والأقليم، جاءت عن خطة مدروسة، وفق خطوات محددة، لو سارت بشكلها الصحيح، فإنها ستحقق الفائدة لكلا الطرفين، وتعمق العلاقة الأخوية والروابط الوطنية، وتكون حلاً لجميع المشاكل الأخرى، فالنفط شريان الأقتصاد العراقي، وعقد إتفاق في هذا المجال، يُعدُّ إنجازاً في حدِ ذاته.

لجأ بعض السذج من كلا الطرفين، العرب والكورد، لأسلوب يحسبهُ جيداً لأمتصاص إمتعاض الآخر، ولكنه إسلوب يكرس لتعميق فجوة الخلاف، ويعمل على جعل الصلح، صلحاً شكلياً، أو صلحاً ذو منفعة مادية ضيقة، حيث لجأ بعض الكتاب (العرب والكورد) لبيان نسبة الفائدة بالأرقام، وما سيجنيه المركز أو الأقليم من أرباح بعد عقد هذه الاتفاقية، وهم في ذلك بين مؤالف ومخالف.

قال تعالى(وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ [النساء :128])، ولم يذكر سبحانه مقدار الفائدة المالية، وإنما الخير يقع في ذات الصلح، لأننا لا نجني من الخلاف إلا الخسارة والذل، وهذا ما فعله أصحاب الفخامة في عراقنا العزيز، فقد شتتوا شملنا، وفرقوا شعبنا، شُتت قلوبهم، وفُرق جمعهم.
أخيراً أعتذر من الغراب، ذلك الطائر الذي لم يؤذ شعبي، أني شبهته بهؤلاء، أو شبهتهم به، ولكن سرتُ مع فهم الناس الخاطئ للغراب، وإلا فالغراب ممدوحٌ في القرآن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك