المقالات

أخجلتني شيبتك!

2186 2014-12-08

أذهب في كل جمعةٍ تقريباً إلى شارع المتنبي، الواقع وسط العاصمة بغداد، أنظر إلى أخر الإصدارات الثقافية، من نتاجات فكرية وعلمية وأدبية وفنية ...إلخ، وهي تفترش الشارع، معلنة إفلاسها، إلا مما تحويه من أفكار، أُقسم أن أغلب الحاضرين لا يفهمونها، وإنما جاءوا للفرجةِ والتنزه.
تنظر يميناً وشمالاً، فلا ترى إلا أكواماً من الكتب المتراكمة، التي ملت الشارع، وملَّ منها، لأن الذين جاءوا في هذه الجُمُعات المتوالية، لم يبحثوا بين طياتها، وإنما جاءوا لألتقاط بعض الصور التذكارية، ولكي يتباهوا بها بين أقرانهم، أنهم مثقفين! ومن رواد هذا الشارع العريق.

مقهى الشابندر، تتزاحم عند بابها النواصي والأقدام، تُريد أن تجلس لبضعة ثوان، ولعلها لا تتمكن في تلكم الثواني حتى من شرب الشاي، بالرغم من أن مهمة المقهى الأصلية، هي تقديم الشاي والتسامر بين الأصحاب، فقد مُلأ المقهى بصورٍ كثيرة، غطت جميع جدرانه المتهرئة، تمثل شخصيات عراقية لم يبق منها أي أحد على قيد الحياة، وأن وجد منهم بقية، فستجده في إحدى دور المسنين أو في إحدى دول المهجر، يستجدي هذا وذاك، أنهكته سنين الغربة، وفراق الوطن والأحبة.

تأخذني قدماي ألى قُبيل نهاية الشارع، حيثُ يتقابل هناك مَعلَمين ثقافيين سياحيين مهمين، هما المركز الثقافي البغدادي، وساحة القشلة، حيث تقام فيهما فعاليات وعروض كثيرة، منها إلقاء المحاضرات في كافة المجالات، وإلقاء القصائد الشعرية، وإقامة المهرجانات المسرحية، وعرض اللوحات الفنية، لفنانين هواة ومحترفين، أختزلوا فيها الكثير من معاني الحياة وسماتها الحقيقية.
من بين تلك اللوحات، لوحة لأحد مجاهدي الحشد الشعبي الأبطال، والذي أخجلتنا شيبته، فقد وقف الحاضرون، منبهرون ومعجبون بهِ، ومحتقرون لأنفسهم في نفس الوقت، يتسائلون: أين نحن منك؟ أيها الشجاع البطل، نحن الذين جلسنا من نومٍ عميقٍ، كنا نغط بهِ، دافئين أمنين، وأغتسلنا وتعطرنا ولبسنا من ثيابٍ إخترناها لتناسب الزمان والمكان.

أما أنت!؟ أنت الذي سهرت ليلك في بردٍ قارصٍ تحرسنا، لبست ثياب العسكر وكفن الشهادة، وتوضأت بماء المطر، وتوسدت تراب الوطن، وأنت في التسعين! أي قلبٍ تحمل بين جنبيك!؟ وأي عقيدة تلك التي جعلت منك هكذا!؟ لله درك يا شيخ لقد أخجلتنا.
بقي شئ...إلى كل من يتكلم بسوء على أبطال الحشد الشعبي أن يقدم جزءاً مما قدموه، ثم يتكلم، هذا إن إستطاع أن يقدم شيئاً!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك