المقالات

السقوط الاخلاقي والمهني للاعلام العربي( مسجد العرب السنة في البصرة نموذجا)

2365 08:16:00 2006-06-06

وبعدها مباشرة اشتغلت ماكينة الاعلام العربية في التشويه والاثارة والتحريض فمثلا قناة المصرية الفضائية الرسمية جاء الخبر الرئيسي فيها كالتالي هجوم على مسجد السنة العرب في البصرة من قبل الشرطة العراقية ومقتل اثنا عشرا من المصلين واعتقال العشرات من السنة العرب ولم تشر لا من قريب ولا من بعيد لمقتل العشرات في سوق البصرة وللمئات من الشيعة في بغداد وديالى ............. ( بقلم امير جابر )

طالما سمعنا وشاهدنا النقد المتكرر من الاعلام العربي للاعلام الغربي ووصمه بانه اعلام يتصف بالازدواجية والانحياز لكن المتابع للاعلام العربي يكتشف بكل يسر وسهولة مدى الانحطاط الاخلاقي والمهني للاعلام العربي واضحى يعمل تماما بعكس الشعارات والعناوين التي يرفعها ويظهر ذلك بكل وضوح فيما يتعلق بالشان العراقي فالماكينة الاعلامية العربية الجبارة تعمل ليل نهار من اجل اضاعة الحق واتهام الضحية والتستر على الجاني والذي اصبح ورغم ضحاياه الكثر مجهول الهوية وبقيت هذه الاشلاء المقطعة والدم القاني النازف الذي ينقل على الهواء مباشرة غير معروفة ومجهولة طالما لم تكن سنية فالمسجد والسوق والمدينة وسرادق العزاء الشيعية لايذكر هذا الاعلام المنحط هويتها لانها شيعية لكن لوقتل سنيا او دمر احد المساجد السنية فالقاتل هم كل الشيعة من مراجعهم الى احزابهم التي اطلق عليها مؤخرا بالمليشيات التي يجب القضاء عليها ونزع سلاحها حتى لاتزعج اوتخيف القتلة اثناء النحر على الهوية الشيعية وحتى الحكومة ووزارة الداخلية التي سموها بالشيعية رغم ان معظم قياداتها العليا تتالف من كبار الضباط السنة ولو انهم ارادوا معرفة المتسبب الرئيسي لهذه الشلالات من الدماء لما احتاجوا اصلا التحري عنها وهو سهل ميسور فقط لو ارادوا معرفة الجاني الذي يحاولون اخفائه بكل الحيل والخلط والتمويه وفن صياغة الاخبار لسألوا انفسهم السؤال المعروف والذي يساله المبتدئ في القانون و المحقق القضائي عندما يكون الجاني مجهولا الا وهو من المستفيد من الجريمة؟

هل المستفيد من قتل وتشريد مايزيد على ربع مليون شيعي هم الشيعة الذين ولاول مرة استطاعوا المشاركة الحقيقية في حكم العراق؟ ام ان الجاني هو من فقد السلطة ويريد العودة للتسلط من خلال السيارات المفخخة؟ وهل الحكومة التي يغلب عليها الشيعة تقوم بقتل هذه الاعداد من فقراء الشيعة وهي التي ماجاءت الا لانصاف من تم ظلمهم وتهميشهم على مدى تاريخنا الملئ بالقهر والاستبداد؟ او اؤلئك الذين اصبحت هوياتهم سفك الدماء سيما هم يعلنون عن تلك الجرائم وارقامها وتواريخها من خلال الوسائل التكنلوجية التي لاتقبل التكذيب هلا سالوا انفسهم من يحمي الزرقاوي هل هم الشيعة الذين يكفرهم ويبيد فقرائهم ؟ولماذا لم يستخدم الشيعة في كل تاريخهم ورغم الحيف الذي وقع عليهم مثل هذه الاساليب الخسيسة والجبانة في القتل والتي تستهدف الضعفاء ولاتحتاج الى مهارة او شجاعة هل يصعب على الطفل والمراة الشيعية ان تضع القنابل او السيارات المفخخة في الاسواق والتجمعات السنية وكما يفعل من يدافعون عنهم؟. وسالقي بعض الضوء على ما شاهدته من مقتطفات لبعض وسائل الاعلام العربية فيما يخص التغطية الاعلامية لاحداث البصرة الاخيرة فما ان انتهى القرضاوي من خطبة الجمعة الماضية في 2/6/2006 والتي حمل الشيعة بمراجعهم واحزابهم مسؤلية ماسماه بقتل وابادة وتهجير السنة في البصرة حتى قام مجاهدوه بقتل العشرات من الشيعة في ديالى وبغداد وعلى الهوية وفي اليوم التالي للخطبة قاموا بتفجير سوق الفقراء في البصرة والذي راح ضحيته العشرات من الابرياء وعندها قامت قوات الشرطة بمحاصرة مسجد العرب السنة في البصرة بعد ان توفرت معلومات مؤكدة من ان هذا العمل تم التخطيط له من ذلك المسجد المحصن وبقي المسجد محاصرا لمدة خمس ساعات وبامر قضائي حتى فوجئ الشرطة بالرصاص ينهال عليهم من داخل المسجد وقتل على الفور ملازم اول واحد رجال الشرطة مما حدا بالشرطة الى اقتحام ذلك المسجد وقتل سبعة مسلحين والعثور على اكداس من العتاد وسيارة كيا مفخخة ومجهزة لحصد فقراء الشيعة

وبعدها مباشرة اشتغلت ماكينة الاعلام العربية في التشويه والاثارة والتحريض فمثلا قناة المصرية الفضائية الرسمية جاء الخبر الرئيسي فيها كالتالي هجوم على مسجد السنة العرب في البصرة من قبل الشرطة العراقية ومقتل اثنا عشرا من المصلين واعتقال العشرات من السنة العرب ولم تشر لا من قريب ولا من بعيد لمقتل العشرات في سوق البصرة وللمئات من الشيعة في بغداد وديالى رغم ان العشرات من مواقع الانترنت والتي يشرف عليها ازلام صدام والسلفيين تبنت مقتل اولئك الابرياء قبيل ساعات قليلة وسمتها عملية الثار لسنة البصرة وايضا ظهرت صور الطلاب الشيعة الذين قتلوا على الهوية وسوق البصرة وضحاياه والممزقة اشلائهم من خلال بعض القنوات العراقية الفضائية اما قناة الجزيرة والتي تحمل على عاتقها مشروع تدمير التحول الجديد في العراق فعملت برنامجا وربورتاج مخصوصا استخدمت المهارات الفنية والدبلجة الكاذبة فقد ضورت مسجد السنة العرب ووضعت له نحيب واستنجاد نساء ثكلن بابنائهن في حديثة وقالت انهن يندبن ابنائهن في مسجد البصرة بعدما اضافت الصوت بطريقة خسيسة وللعلم مسجلة لدي تلك الاصوات والتي تستخدمها الجزيرة في مرات متعددة وفي مواقع مختلفة اما جريدة الاهرام لهذا اليوم6/6/2006 فقد جاء في رايها والتي تمثل دائما راي الحكومة المصرية فقد كان مثيرا ومتهما لرئيس الوزراء العراقي والتي قالت انه لم يفي بوعده الذي وعده في البصرة بالقضاء على منظمة بدر وجيش المهدي المسؤولين عن تلك الجريمة ونسيت تلك الاهرام انها في كل يوم تنقل لنا اخبار قتل العشرات من الارهابيين في سيناء وحتى البي بي سي فالمتابع لها في الفترة الاخيرة انها انحازت تماما للقتلة بل جعلتهم هم الضحية فمثلا جاء في خبر رئيسي فيها ليوم 1/6/200 مانصه مقتل 13 وجرح 64 في منطقة ابو دشير السنية في بغداد من خلال الهجوم بقذائف هاون في حين الكل يعرف ابو دشير الحي الشيعي الفقير وقد تكررت هذه المغالطات والاكاذيب كثيرا وقدمنا مرارت ومرات تصحيحا ولكن هذه الاذاعة التي تدعي المصداقية لم تنشر التصحيح حتى استنادا للمهنة التي تلزمها بذلك وهكذا سارت معظم الاذاعات والمحطات والصحف الناطقة بالعربية والسؤال هنا هل هذه الافعال المنافية لاخلاق المهنة وبهذا الشكل الفاضح تحصل سهوا ام عمدا وكيف يعرفون ويحملون الشيعة جميعا مقتل اي سني بينما مئات الالاف من الشيعة قتلتهم مجهولين او يحمل الزرقاوي العوبة الموساد والسي اي ايه حتى تبتعد الشبهة عن من يريدون اعادتهم للسلطة وهل شيعة العراق يعتبرون كبش فداء للصراع الامريكي وعملائه من ناحية وايران من ناحية اخرى والى متى تستمر هذه الحقارة والسقوط المهني والاخلاقي لمن يدعون انهم عرب ومسلمين ويقولون زورا بانهم لايفرقون بين اطياف الشعب العراقي وهل فعلا يتبعون قرانهم الذي يقول لهم ( ولاتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون) وهل هم من المؤمنين الذي وصفهم القرضاوي في خطبته الاخيرة الذين يامرهم ربهم قائلا في قران يتلونه كثيرا( ياايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنئان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى....) وهل اتبعوا السنة التي ينتسبون اليها وصاحب السنة يقول لهم (لعن الله قوما اضاعوا الحق بينهم) هل جهروا بالحق هل حكموا بالقسط هل تثبتوا وتبينوا كما امرهم ربهم وقرائانهم ام اتبعوا الهوى والطائفية وهل تخفي عليهم مقابر الشيعة وقتلاهم ام هل يخفى عليهم مهجريهم وهم بمئات الالاف يفترشون الارض ويلتحفون السماء هل تعجز كاميراتهم الوصول الى ضحايا الارهاب المتسمى بالسني وهل ينشرون تلك الصور التي ابكت الانسانية جمعاء فيما اذا زودناهم بها ومن هو عميل الاحتلال الحقيقي اذن؟

الا ينطبق عليهم قول الشاعر( قتل امرئ في غابة جريمة لاتغتفر** وقتل شعب كامل قضية فيها نظر)بقية مسؤلية تتحملها الحكومة العراقية والاحزاب الشيعية ومنظمات المجتمع العراقي والاعلام العراقي الذي امتطاه من يملكون ولكنهم لايعرفون وابعد عنه من يعرفون ولاكنهم لايملكون هل يصعب عليهم رصد تلك الوسائل الاعلامية واسقاطها من خلال برامجها واخبارها التي لاتتحلى بابسط شروط المهنية والاخلاقية

اما الحكومة العراقية وخاصة الوزارات المختصة كالصحة والمهجرين وحقوق الانسان والداخلية والخارجية فلماذا لم تصدر الاحصاءات الموثقة وهي تمتلكها من خلال شهادات الوفاة ومواقع التفجيرات واعداد الشهداء هل يصعب عليها تدوين تلك الاعداد وهوياتهم وطوائفهم هل يصعب على وزارة المهجرين اعداد قائمة باعداد العوائل المهجرة بالاسم والعنوان وتصويرهم ونشر تلك الاعداد والصور وارسالها الى تلك الوسائل المنحطة وتعريتها سيما وان تلك المحطات تريد من هذا العمل الخسيس اظهار السنة بالمظلومين وبالتالي مدهم بالمال العربي الوفير والانتحاريين الذين تشحن صدورهم وهل يعلم هؤلاء جميعا اني عندما كتبت مقالتي السابقة ردا على خطبة القرضاوي الاخيرة وذكرت بان اغلب الضحايا والمهجرين هم من الشيعة حتى ثارت ثائرة جبهة التوافق التي تشاركهم بالحكم وقامت بارسال رسائل للحكومات والاحزاب وحتى الاشخاص وقد وصلتني رسالة منهم يتهموني فيها بان احصائياتي غير دقيقة في حين اني حصلت على تلك الاحصائيات من مصادر موثوقة بوزارة الصحة والمهجرين ويقولون فيها ان 70% من الضحايا والمهجرين هم من السنة هل هذه الامور صعبة عليهم ام انهم اما عديمي الكفائة والاخلاص وكفائتهم الوحيدة هي التملق للاحزاب المتهالكة على السلطة والمناصب؟

اين سفراء العراق لماذا لانرى لهم صوت ولااثر وهم يتلقون الرواتب الضخمة ماهو دورهم في مثل هذه الابادة الجماعية ولماذا نرى البعثيون الذين لبسوا العمائم نراهم يجولون في البلدان العربية وهم يجمعون الاموال والرجال ويتصلون بالحكومات والاحزاب ووسائل الاعلام ويوغرون الصدور على الشيعة واذا كان الاخوة الاكراد لايهتمون لان الضحية هم من العرب الشيعة فلماذا لاتقوم الحكومة بتعيين سفراء شيعة على الاقل في البلدان الاسلامية شيعة يتالمون للفقراء المذبوحين لاشيعة جبناء على شاكلة وزير التعليم العالي السابق سامي المظفر الذي رفض حتى تعيين اي ملحق ثقافي شيعي بالسفارات وهي الشغلة الوحيدة التي كانت متيسرة لهم؟ ومن عين مثل هؤلاء عديمي الحس والانسانية والى متى سيستمر هذا العبث وعدم المبالاة ولماذا يتصور الشيعة بان مظلوميتهم معروفة في حين اننا نعيش في زمن ليس مهما ان تكون على حق المهم ان تقنع الاخرين انك على حق وهل يعلمون ان اي سني في خارج العراق ما ان يعرف انك شيعي حتى يبادرك بالقول لماذا تقتلون السنة الايتحمل جزء من هذه المظلومية والتزوير الحكومة بكل اجهزتهابقيت كلمة اخيرة اقولها لاهالي الضحايا والمفقودين والمهجرين الذين لاناصر لهم الال الله اقول لهم فاصبروا ولايستخفنكم الذين لايوقنون فان نصر الله قريب ولاتهنوا ولاتحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين وسيكون ابنائكم واخوانكم ونسائكم واطفالكم الذين قتلوا غدرا شهودا شهداء على هذه الامة وعلى هذه الانسانية التي يخزيها الله عنا كل يوم وطالما بدا الخزي فحقا على ان يتبعه بالتدمير والعذاب لاهل النفاق وذلك وعد من الله غير مكذوب لكنه بعد ان يمحص الله المؤمنين من الفاسقين في هذا اللهب المستعر وعليكم امر واحد لاغير وهو ان تولوا الله ورسوله فانكم غالبون ويوقولون متى هو قل عسى ان يكون قريبا والله غالب على امره ولكنهم اكثرهم لايعلمون.امير جابر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك