المقالات

دولة الامارات .. جيك مات

1734 2014-12-03

ذاته الشيطان الخفي، الذي يرانا ولا نراه! حقيقته تماماً كالسراب، أو كمثل كأس الخمر، ما بان منه ماء، وما خفي أنفاس. فلا سبيل لدينا لإدراكه الا بالتبصّر به؛ تأملاً، وتحققاً، وإدراكا، فهو من صَنع العالم الجديد، حيث أنشأ بنيانه، وأسّس قواعده، وشيّد أركانه، وأصبح له كما الإله؛ يسيّره كما يشاء، يقدّر له أمره، ويقضي بلغته، ويمضي حتمه!
ذلك جانب من واقع "رقعة الشطرنج"، التي يعيشها العالم الحديث، وإن غدت أكثر تبرجاً وبهاءً، وأستحالت من الصورة التأريخية التجريدية، الى واقع غني بالألوان، في معرض الحداثة.
رقعة الشطرنج، تمثل واقع الصراعات العالمية، أو ما تسمى بموازين القوى والمصالح الدولية والإقليمية، والتي تديرها قوى الإستكبار العالمي، أو الشيطان الأكبر؛ الولايات المتحدة وحلفائها، وفي مقدمتهم دولة الصهاينة اللقيطة.
تلك الصراعات، شيطانيةٌ قابيليةٌ في عمقها التأريخي، فرعونيةٌ قارونيةٌ في مضمونها الجدلي، ونازيةٌ فاشيةٌ في جبروتها وتسلطها، وفي الوقت ذاته، ديمقراطيةٌ في ظاهرها!
ثمة بيدق أخر، بعد أن تهاوت رؤوس البيادق الأخرى، يظن أن بإستطاعته أن يهزم التأريخ، والإيمان والجهاد، حيث ارتأت قوى الإستكبار العالمي، أن تزجه في أتون الفتنة، من أجل أن يثبُت المَلك على عرشه، ويعتلي برجه العاجي!
ذلك البيدق المسكين، لا يسعه سوى التقدّم خطوة واحدة نحو الأمام، في كل فرصة أتيح له فيها اللعب، وما أندر تلك الفرص، وما أكثر الأخطار المحيقة به، طولاً وعرضاً وقطرا.
بعد أن شرعت السمكة الأم في إلتهام أفراخها؛ لم يبق سوى ذلك المغرور، الذي بلغ سفح العلا، وأمتطى صهوة الصعاب، فأعتلى بنيانه أكتاف السحاب، وبنى القصور فوق الماء، وعرَض المدن على جوهر الصحراء!
(حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّيّنت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس)
إذ ينتهي أمرهم من حيث بدأ، بمكر من الإله الشيطان، ليوقف مدّه، ويكسر هيبته، حتى ينتهي غرقاً في بحر الصراعات العالمية، أو يحترق بلهيبها المستعر!
هو ذلك المصير الأسود، والحتف المقدّر، لدولة الإمارات التي أريد لها أن تهوي، لتلتحق بإخوتها؛ قطر والسعودية!
دولة الإمارات، كانت الورقة الأخيرة بيد القوى العالمية، لدعم سكينة الغدر التي غُرست في جسد الأمة، ومعول التخريب لمرتكزاتها!
أما داعش، فستعلّق صورتها في زوايا جدران التأريخ، صورة مظلمة بلا إطار، وإما الحشد المؤمن، فسيمكث في الأرض، حتى يُقيم دولة العدل والقسط، ويقول للشيطان، وأتباعه، وعملائه: "جيك مات".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك