المقالات

المجلس الأعلى ..والشيعة الشعوبيين ...!


 

اتصفت سياسة المجلس الأعلى الإسلامي، بقيادة الزعيم الوطني السيد عمارالحكيم بالخطوات الرشيدة، ورؤية تحكمها المصالح الوطنية، وليس المصلحة الحزبية اوالطائفية المتطرفة التي تضمر سلوكا ًعدائيا ًأزاء الشركاء بالوطن الواحد من عرب وكرد وتركمان وغيرهم.

هكذا يجد المراقب الموضوعي توصيف هذا التيار السياسي الذي يسعى لتحقيق معادلة الوسطية والإعتدال في إصلاح ماأفسدته المراحل السابقة ، لكن الغريب مايتجلى لدى بعض المتطرفين من سياسيين وانصافهم أو كتاب الأدب السياسي واشباههم ، توصيف هذا الإصلاح بالضعف أو (الإنبطاح) ..!؟ وكأن الحال يتصل بمعركة مصيرية ، أو البحث عن طرق انتقام من الاخر ، والإلتفاف عليه في سلوك ثعلبي منقوص اخلاقيا ووطنيا،بينما الاخر المقصود هنا، من يناظرك بالحقوق والمكتسبات وشروط العيش والوجود .

المجلس الأعلى كان يطلق النداء تلو النداء، بجهوزية حلول للمشكلات التي تواجه الحكومة والعملية السياسية والعقد التي تغلق آفاقها ، ولم يزل المهتمون يتذكرون دعوة السيد الحكيم للمائدة المستديرة في حل أزمة الحكومة السابقة ، ومقترحاته الناجعة لحل أزمة الأنبار وساحات الإعتصام قبل حلول الكارثة .

منظومة خطابات تصدت للعديد من المشكلات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والتربوية على امتداد خمس سنوات واكثر ، وهو حين يزور (مندي ) أخوتنا الصابئة ويقف عند مطاليبهم، يستقبل كبار رجالات الدين المسيحي والإسلامي بروح من التفاعل الأخوي الخالص، والإنفتاح الذي يرنو للمستقبل ، ومن هنا فأن السيد الحكيم يرتفع عن الإنحياز الشعوبي أو التزمت الطائفي ورفع درجة الأزمة أوالتصعيد السلبي ، كما تظهر في سلوك بعض السياسيين (الشيعة) للأسف ، ولم تنتج سوى الأزمات والخسائر الفادحة .

نجاح خطوات المجلس الأعلى في مشروع التغيير والإصلاح في سياق مطاليب المرجعية الرشيدة ، صار يدفع بعض مطبلي المرحلة السابقة للنيل من المجلس عبر توجيه الإتهام للإنتقاص من سيادة الوطن ...!؟
فوجد بعضهم في اتفاق النفط بين الحكومة المركزية واقليم كردستان ، شأن خاص بهدف كسب الزعامات الكردية ، وخسارة الشارع الشيعي ..!
وفي هذا جملة من الأخطاء أولها محاولة استهانة بقرار حكومة الدكتور حيدر العبادي ، التي خولت وزير النفط الأستاذ عادل عبد المهدي بعقد هذا الإتفاق وإنهاء الأزمة القائمة منذ سنتين ، كما يحاول إغتيال حق الشعب الكردي بثروات الوطن ، وإبقاء إوار المشكلة تدفع بنيرانها نحو المزيد من اسباب الفرقة والتشرذم والخلاف .

التجربة السياسية العراقية تستدعي مزيدا من التأمل والحلول الهادئة ، وربما يتخيل البعض ان شيئا ًمن التضحيات العرضية قد تفرض نفسها ، فهذا امر تفرضه أخطاء التجربة السابقة التي وقف ازاءها المجلس الأعلى على ناصية النصح والإرشاد والتهدئة ، لكن لم يجد اصغاءا ً، واليوم جاء الدور ليتقدم الفعل الإصلاحي الوطني، وإهمال دعوات التزمت والتأزيم والتوجه الشعوبي الذي مازال يلبس العديد من السياسيين واشباههم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك