المقالات

نفط البصرة للعراق ونفط الاقليم لكردستان معادلة ظالمة هل يمكن تغييرها؟

1448 2014-11-20

يبدو أن أهم ما ميز العلاقة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان خلال السنوات الثمانية السابقة، هو مبدأ تفقيس الأزمات، فكل مشكلة وأزمة بين الطرفين تقودهم لمشكلة وأزمة جديدة، فوجد الطرفان في الكثير من أوقات ألثمان سنين السابقة إنهما وصلا الى طريق مسدود، لان المشاكل تعقدت وتأزمت كثيرا، لتصل في بعض الأحيان الى حالة أشبه بحالة الحرب.

ومع كل النداءات والمطالبات الوطنية والدولية، والتي كانت في مقدمتها مطالبة المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، على أهمية حل المشاكل من خلال الحوار المتبادل وليس من خلال الصراع المتبادل. الا انه مع الأسف الشديد، لم تجد هذه النداءات استجابة حقيقية، بل استمر التصعيد وازداد التأزم، لتصل الأمور الى قيام الحكومة الاتحادية السابقة بقطع ميزانية الإقليم لعام 2014 وعدم دفع رواتب موظفي الإقليم، لتصل حجم الأموال المستحقة للإقليم والتي لم ترسلها بغداد له بحدود الـ10 مليار دولار، في المقابل كان قيام الإقليم بتصدير النفط من دون الرجوع للحكومة الاتحادية تصرفا زاد من التأزم و أوصل الامور الى القطيعة.

هذه المشاكل والقطيعة سببت خسائر مالية كبيرة للاقتصاد العراقي اقتربت من الـ 30 مليار دولار، أي بعبارة أخرى ان هذه المشاكل كانت نتائجها هي الخسارة المتبادلة للطرفين. الحكومة الاتحادية الجديدة، سعت الى انتهاج سياسة جديدة مع الإقليم تكون معاكسة لسياسة الخسارة المتبادلة، وهي سياسة الربح المتقابل، وأساس هذه السياسة يقوم على حل المشاكل العالقة بين الطرفين بالحوار والتفاهم.

ولان النفط كان أهم المشاكل العالقة بين المركز والإقليم، كان توجه الحكومة الاتحادية ومن خلال زيارة وزير النفط عادل عبد المهدي للإقليم، للوصول لبداية حل لهذه القضية، تكون نقطة انطلاق لحل نهائي وشامل للمشاكل بين بغداد واربيل. وبالفعل تحقق هذا الاتفاق الأولي، والذي على أساسه استعاد الاقتصاد العراقي ما مقداره 150 ألف برميل في اليوم من نفط الإقليم، سيباع وتوضع أمواله في حزينة الحكومة الاتحادية، مقابل قيام بغداد بإطلاق 500 مليون دولار أي ما قيمته 5% من مستحقات الإقليم المالية السابقة.

 وعلى الرغم من الهجمة (الظالمة ومدفوعة الثمن) التي شنها البعض على الاتفاق، إلا إنني ارى ان هذا الاتفاق يمكن أن يكون نقطة انطلاق لتغيير معادلة ظالمة استمرت لثمان سنين. حيث كنا في السنوات السابقة نعطي للإقليم ميزانية مقدارها 17% من ميزانية الحكومة الاتحادية وكل هذه الأموال كانت تعطى لهم من إيرادات نفط البصرة.

في حين لم نستلم دولار واحد من إيرادات نفط الإقليم، لكننا اليوم سوف نعطي للإقليم الـ 17% مقابل ان يكون نفط الإقليم مساهما في هذه الميزانية حاله حال نفط البصرة.

لنبدأ الخطوة الأولى بتغيير تلك المعادلة الظالمة التي فرضها علينا البعض لمدة ثمانية سنوات ونصت على ان "نفط البصرة للعراق ونفط الإقليم لكردستان"، لنكتب بدلا عنها معادلة جديدة تنص على ان "نفط العراق للعراقيين جميعا".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك