المقالات

مثلي لايبايع مثله

1679 2014-11-04


يوم خروج الامام الحسين(ع) من مكة المكرمة، بعد أن طلب يزيد منه ألبيعه، فقال قولته المدوية، مثلي لايبايع مثله، فقال من رأى منكم سلطانا جائرا فلم يغير بقولا أو فعلا أن يدخله الله مدخله، وهؤلاء الذين أحلو حرام الله، وحللو حرامه، فالدين تغيير، وان الحق لايعمل به، فوصف الإمام الحياة مع هؤلاء الظالمين إلا برما، والموت ومفارقتهم سعادة.

في كربلاء حدثت معركتان، معركة ساحتها محدودة، وهي ارض كربلاء، وزمانها معلوم وهو يوم عاشوراء، وانتهت المعركة ظهر عاشوراء، حيث كان جنوده آهل بيته وأنصاره، وسلاحهم السيف والرمح والخنجر، أما المعركة الثانية، فهي بدأت يوم عاشوراء، وهي حرب مبادئ وقيم، معركة الأفكار والرؤى، الحضارية، والرسالية وهي مستمرة الى اليوم، فالحسين مدرسة للأمة بل للانسانية اجمعها.
تصادف اليوم هذه الانتصارات الكبيرة على(داعش) الأعداء ببركات مدرسة الحسين، فالحسين لازال حيا يحرك الملايين وهو مخلدا، فكل متحرك دليل على الحياة، فالطفل ما دام يبكي فانه حي، الحسين وأصحابه لكل منهم موقف مشرف, فالحر الذي ترك المنصب والحكم من اجل أن يلبي نداء العقيدة، وليس نداء الغريزة، مثالا للإيمان والتضحية.

بعض الحركات تدعي الإسلام وإنها تريد شرع الله، فتسمي أعمالها الإرهابية، بغزوات للرسول والصحابة ، فتقتل الناس بالمفخخات والانتحاريين، وتدمير البنى التحتية، وهناك الكثير من مرضى القلوب والنفوس، يؤيدون الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح، وتشجيع التطوع في صفوفهم.
ان بلدنا يعاني من فجوة من التخلف عن التحولات التي حدثت في العالم على مدى 40 سنة، وزراعة غير موجودة وتناقص بالمياه بدجلة والفرات لعدم التزام بلد المنبع بتزويد بلدان المصب بالماء، وإلنقص بالوحدات السكنية تقدر ب(2مليون وحدة)، وتعرض منشات النفط الاستخراجية والتمويلية لعمليات منظمة في إعمال السلب والنهب والتي فاقت ما تعرض له العراق من الحروب والتهريب الكبير للمشتقات النفطية ، وفي الزراعة البلد يخسر كل سنة 100الف دونما من الأراضي الزراعية نتيجة التصحر، وأراضي حدودية مهمة وغنية ومنافذ بحرية تنازل عنها الطاغية لدول الجوار ، و 25 مليون لغم ارضي تكفي لقتل الشعب العراقي تم شراؤها من النفط العراقي ، وجيش وأجهزة أمنية متعددة مدمرة ومتفككة لالتصاقها بالطاغية المقبور، وكهرباء لاتكفي سوى 12 ساعة من 24 ساعة ، وبطالة كبيرة في صفوف الخريجين، وبحدود 5 مليون يتقاضون رواتب من الدولة (موظفين وشهداء وسجناء سياسين) ، وتراجع النخيل من 23 مليون نخلة بالخمسينات الى 11مليون عام 2003، ومناطق متنازع عليها بين المحافظات ، و192 شركة عامة يعمل بها 800 الف موظف شبه معطلة تكلف رواتبهم الدولة أكثر من 13 تريليون دينار منذ 2003 إلى الآن.

اليوم الإرهاب يعطل المشاريع ويوقف عجلة الأعمار باستهداف المواطن، والمنشات الكهربائية والنفطية وقتل الأبرياء فزاد الإنفاق الحكومي على الأجهزة الأمنية والتسليح وزيادة عدد أفراد القوى الأمنية، ومن اجل تعويض الشعب عن ما فاته وما دفع من ضريبة كبيرة من دمه ومعيشته، يتطلب وجود نظام سياسي مستقر يحكم وفق القانون والمؤسسات والذي يضمن فيه حقوق المجتمع وعدم عودة الحكام الانفراديين للسلطة، والقضاء على الفساد والمفسدين، وأصحاب المشاريع التخريبية الذين يريدون عودة المعادلة السابقة ، وبناء مؤسسات تدفع حقوق للفقراء على غرار الحماية الاجتماعية والضمان الاجتماعي وغيرها، وكما قال السيد عمار الحكيم، ان نتخذ من مدرسة الامام الحسين منهجا، بان نحاسب المفسدين، ولا نبايعهم ونشايعهم نتيجة لمصلحة دنيوية، وحزبية ضيقة، فنقول لهم كما قال الامام الحسين مثلنا لايبايع مثلك، وبذلك نصون المشروع ونحقق الدولة العادلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك