المقالات

الحسين "ع" تمنى ان تكونوا معه


أم حُسين، والدة عراقية بطلة، ولدت سبعة أبطال، حُسين وأخوته ضغطوا أصابعهم على زناد أسلحتهم، واختاروا أماكنهم في الخطوط الأولى مع مجاهدي الحشد الشعبي وملبي نداء المرجعية الدينية العليا، للدفاع عن دينهم وعراقهم في حربهم المقدسة ضد عصابات داعش الإجرامية.

وفي أحدى المعارك، انفجرت عبوة ناسفة على مجموعة من المجاهدين، كان من ضمنهم أربعة من أبناء أم حُسين، علمت أم المجاهدين بما حدث لأبنائها، فاستعدت لتعلنهم شهداء فتزفهم في موكب الفخر والعز والإباء، ولكن سرعان ما اتصل حسين فيه،ا ليطمئنها بان إخوته بخير، وان انفجار العبوة لم يتسبب إلا بإصابات بسيطة لهم.

فما كان منها إلا إن أجابته، بكل إيمان وعقيدة، وبلهجتها الجنوبية الأصيلة: "يمه أتمنيتكم شهداء وأواسي بيكم أم البنين".
نعم، لسنا نتحدث عن رواية في كتب التاريخ لإحداث في عصر البعثة أو قصة من قصص عاشوراء الخالدة، بل عن موقفا شامخا لأسرة معاصرة رضعت مبادئ الثورة والتضحية من ارض عاشوراء، لتقدم لنا صورة رائعة من صور الإقدام الحسيني لدى أبناء العراق اليوم، ليترجموا ندائهم الخالد "يا ليتنا كنا معك فنفوز فوزا عظيما" إلى حقيقة وواقع حين يضحون بأنفسهم من اجل الحفاظ على أرضهم ودينهم ومقدساتهم.
قد يقول البعض أنها قصة تضيع وسط المئات من القصص التي هرول أبطالها نحو زينة الدنيا وزخارفها، وباعوا كل شيء من اجل درهم أو منصب أو شيء أخر.

لكنني على يقين إن زيارة واحدة لجبهات الجهاد والقتال، ستغير وجهة نظر هؤلاء، لتكون قصة أم حسين ومثيلاتها هي الأصل والقصص الأخرى هي التي تغرق وتضيع وسطها.

نعم، فقد كشفت لنا الأزمة الحالية كم يوجد بيننا أبطال من نوع خاص، أبطال يقدمون كل شيء، حتى حياتهم، ولا ينتظروا منا أن نقدم لهم أي شيء، أبطال لا نعرف ماذا نكتب لهم أو نكتب عنهم، ألا إننا نقول لهم كلمة واحدة لا غير، "كم تمنى الحسين "عليه السلام" ان تكونوا جنودا في معسكره واصواتا تصدح لنصرته يوم التقى الجمعان".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك