المقالات

أربعة عشر قرنا مضت على إختيار الإمام عليّ (عليه السلام ) العراق عاصمة للدولة الإسلامية

3348 2014-10-25


في العام ( 36 هـ ) إختار أمير المؤمنين الإمام عليّ ( عليه السلام ) العراق ليكون عاصمة للدولة الإسلامية بأختياره الكوفة مقرا للخلافة ، ولم يكن إختيار الإمام (عليه السلام) للعراق إعتباطا فقد تداخلت عدة عوامل فيما بينها لتكّون بالتالي الأسباب الرئيسة لذلك الإختيار ، ولعلّ أهم تلك الأسباب والعوامل بل أولها ، إنّ العراق منذ بواكير الفتح الإسلامي عرف بعلويته الخالصة ، وإنّ أهل العراق لطالما وقفوا في صف المعارضة للدولة الأموية ثم العباسيين بسبب مواقف حكام تلك الدولتين من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقدمّ العراقيون بحور الدم وملايين الشهداء على مذبح حبّ آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ولايزالون يقدّمون ضريبة الولاء تلك . 
وبالمقابل فإن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) كانوا مدركين لولاء العراقيين العلوي ذاك فلم يتركوا مناسبة إلا وأشادوا بالعراقيين بصورة عامة وبالكوفيين منهم خاصة ، فأمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) يقول متوعدا الذي يريد الكوفة وأهلها السوء قائلا : ( ماأرادك جبار بسوء إلا وأكبه الله على منخريه في النار ) والإمام الحسن ( عليه السلام ) يقول شعرا عند مغادرته الكوفة بعد هدنته مع معاوية :
وما عن قلىّ فارقت دار أحبتي هم الحافظون حوزتي وذماري
أما الإمام الحسين ( عليه السلام ) فمنذ اللحظة الأولى لثورته المباركة وهو لمّا يزل في المدينة المنورة وقبل أن يذهب الى مكة المكرمة وتأتيه رسل العراقيين بصرة وكوفة ، كان يجيب كلّ من يسأله عن وجهة سيره : ( إني ذاهب الى العراق وشيعتي ) وهكذا كان رأي كلّ أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) من دون استثناء ليصبح العراق عاصمة العشق العلوي وعاصمة دولة الإسلام في غابر الزمان ثم عاصمة دولة العدل الإلهي يوم يرث الله الأرض ومن عليها . 
وإذا كانت دول العالم تحتفي بالمناسبات المهمة التي مرت بها دولهم فيختارون يوبيلا ماسيا أوذهبيا أو برونزيا لسنوات قريبة يمكن عدّها فيملئون الدنيا إحتفالا وصخبا ، فحري بنا ونحن نستقبل مطلع العام الهجري الجديد ( 1436 هـ ) أن نحتفل نحن العراقيون بمرور أربعة عشر قرنا على إختيار أمير المؤمنين الإمام عليّ ( عليه السلام ) العراق عاصمة للدولة الإسلامية ، وأن نجعل من هذا العام عاما ندعو من خلاله لوحدة العراقيين تحت راية حبّ عليّ ( عليه السلام ) الذي لايختلف في حبه مسلم قط بدليل قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ياعليّ لايحبك إلا مؤمن ولايبغضك إلا منافق ) والمنافقون كما قال تعالى ( في الدرك الأسفل من النار ) أعاذنا الله وإياكم من ذلك المصير .
لنتوحد تحت راية حب ابن عم الرسول وزوج ابنته ونتخذّ قرارا بطرد الغرباء من أرضنا وليكون هذا العام عام الإنتصار الحاسم على من يريد بعاصمة الدنيا سوءا ، وليكون هذا العام عام أمير المؤمنين الإمام عليّ ( عليه السلام ) بامتياز ، ولنتسامى على خلافاتنا وجراحاتنا وليغفر كلّ عراقي ّ لأخيه كلّ ماأقدم عليه من أخطاء لأن كلّ ابن آدم خطاء وخير الخطائون التوابون ، وكلّنا أخطأ في حق أخيه ، وليكن أمير المؤمنين الإمام عليّ ( عليه السلام ) أنموذجنا الأمثل في التسامي عل الخلافات وتفضيل المصلحة العامة على المصالح الخاصة فهو القائل : ( والله لأسالمنّ ماسلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جورُ إلا عليَ خاصة ) .
سلام عليك يامولاي ياأمير المؤمنين وأنت تحط رحالك قبل أربعة عشر قرنا في عراق الأنبياء لتحلّ البركة في هذه الأرض الطاهرة . وسلام عليكم أيها العراقيون بما ضحيتم على محراب حبّ عليّ وآل علي فإلى كلّ محب لعليّ ( عليه السلام ) اخترت هذه الأبيات من عيون الشعر الذي قيل في حبّ عليّ ( عليه السلام ) وبها أختم .
بعث الإله إلى الأنام محمدا ....
وأتمها بخلافة المولى علي ...
وتنزّل القرآن عند محمدٍ ...
وكمال تأويل الكتاب غدا علي ...
والى معاريج السماء محمدٌ ...
يرقى فيلقى عند سدرتها علي ...
ويقيم صرحا للجهاد محمدٌ ...
من ذا الذي صرع العتاة سوى علي ...
في خندق الأحزاب نادى محمدٌ ...
من ذا لعمرٍ فانبرى يمضي علي ...
وكذاك في أحدٍ أصيب محمدٌ ...
فرّ الجميع وكان كرارا علي ...
فلرحمة الباري علينا محمدٌ ...
والصدمة الكبرى على الأعدا علي ...
ومدينة العلم العظيم محمدٌ ...
والباب للصرح المبين غدا علي ...
فاعلم لواء الحمد باسم محمدٍ ...
ونراه في يوم القيامة معْ علي ...
والحوض يوم الورد ملك محمدٍ ...
لكنما الساقي عليه غدا علي ...
وأٌتم بالإيمان دين محمدٍ ...
وبها تسمى يوم خندقهم علي ...
أعطى إلهي كوثرا لمحمدٍ ...
من زُوّج الطهر البتول سوى علي ...
ويحج في بيت الإله محمدٌ ...
أوليس من بيت الإله أتى علي ...
والجنة المثلى لدين محمدٍ ...
لكن بشرط دخوله

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك