المقالات

المرأة والإبتزاز الأخلاقي

2068 2014-10-22

لا تخلو أغلب المجتمعات من ظاهرة التحرش الجنسي، ولو على نحوٍ متفاوت، بين مجتمع وآخر، بل بين أصغر التجمعات التي توجد فيها المرأة، وتختلف نوعية التحرش من مكان إلى أخر، وحسب نوع المكان ومتطلباته.

يعتقد أغلب الباحثين في علم الأجتماع، أن إنتشار ظاهرة التحرش تقترن بشرطين، أولهما: ذكورية المجتمع، ثانيهما: أُمية المجتمع؛ لكن في مقالنا هذا سنعرض حصول هذه الظاهرة في مجتمع يخلو من هذين الشرطين، ألا وهو مجتمع التربية والتعليم. 

يُعتبر مجتمع التربية والتعليم، مجتمع مثقف وواعي ومتحضر، ولا يتصور أحد أن يخترقه فايروس التخلف والإعتداء على الأخر، كذلك ويفرض هذا المجتمع إحترامه على جميع المجتمعات الآخرى، حتى السياسية منها، بشقيها التشريعي والتنفيذي، فالمشرعون يهتمون بهذا المجتمع، فيشرعون كل ما من شأنه تطويره، وأما الجهات التنفيذية فقد جعلت منه حرماً أمنا.

إنتفى التطوير وأختفى الأمان، فقد بدا دخان التحرش ظاهراً للعيان، وبدأت رائحته تصل إلى كلِّ أنف، حتى صاحب مرض الجيوب الأنفية، لأن ناره التي بدأت تحرق قلوب الشباب، إستعرت على أوجها، فما عاد يكفيها حد إلا الإخماد، بإتخاذ الحكومة لإجراءات سريعة ورادعة، وإلا فإننا سنعود بالمرأة الى زمن الجاهلية.

نعلم أن لأعضاء الهيئات التدريسية حصانة إعتبارية، وضعها لهم القانون، ونظرة المجتمع المحترمة لهذه الفئة، فما رعوها حقَّ رعايتها، ورضوا أن يكونوا من هدمة المجتمع وليسوا من خدمته، حيثُ يمارس أعضاء الهيئات التدريسية وخصوصاً أساتذة الجامعات، إبتزاز الطالبات ومساومتهن للنزول عند رغباتهم الدنيئة، مستغلين مسألة النجاح والرسوب، أو القبول في الدراسات العليا، حتى غدت غرف الأساتذة، بؤرة للفساد الأخلاقي، وإبتزاز وإغتصاب الطالبات.

قصص وحكايات كثيرة يرويها الطلبة الذكور، الذين تعرضت حبيباتهم وزوجات المستقبل، لحالات الإبتزاز والإغتصاب، وما أسكتهم عن الأنتقام إلا توسلاتهن بالستر، وعدم إيصال الخبر إلى أهلن، الذين سيقومون بمنعهن من الإستمرار في الدراسة؛ هذا الذي دعا في نفس الوقت الإساتذة المحترمون! أن يتمادوا في تصرفاتهم ومضايقتهم للطالبات اللواتي في أعمار بناتهم. 
نحن لا نتهم جميع الأساتذة، ولكننا لا نبرئ أكثرهم، ونطالب زملائهم من الأساتذة الشرفاء أن يفضحوا المسيئين، بكل ما أوتوا من قوة، وأن يبلغوا عليهم الجهات المختصة لأجراء اللازم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك