المقالات

داعش وجُند السماء

1688 2014-10-20

تشاكا، زعيم أفريقي إستطاع أن يسيطر على أغلب مناطق القارة الأفريقية، مستخدماً طريقة خاصة في إختياره لجنوده، وكذلك كيفية التعامل مع العدو.
كان تشاكا ولد زنا، منبوذاً في قبيلته، جباناً لا يرد إعتداءات الآخرين عليه، ولكنه ذو بنية قوية، عمل كراعي في مواشي والده من الزنا، حيث كان والده زعيم إحدى أكبر قبائل جنوب أفريقيا، ولكنه لم يعامل تشاكا كبقية أولاده أبداً، وبعد وفاته تزعم أحد أولاده شؤون القبيلة.
إزدادت معاناة تشاكا، فقد عمد إخوته على إذلاله وظلمهِ كثيراً، حتى أنهم كانوا يذهبون للنزهة، فيلتقون به حيث يرعى المواشي، فيقومون بضربه وأهانته والضحك عليه، كما يرمونه وأُمهُ بالشتائم النابية؛ وذات يوم إنتفض تشاكا وثار غضبه حين رآهم متجهين نحوه، فهجم عليهم بالعصا، فضربهم وأدماهم، ثم ولى هارباً.

إجتمع تشاكا بعد هربه مع بعض المتمردين، وإتفق معهم على أن يعود إلى القبيلة، ويجري نزالاً مع أخيه الزعيم ليغلبه فيتزعم القبيلة، فيكونون هم السند له في ذلك، إن حصل عليه إعتداء من الآخرين، وبالفعل تم لهُ ذلك، وتزعم القبيلة، ولكن روح الإنتقام ومحاولة نسيان ماضيه، لم تقف عند هذا الحد، فقد قرر أن يسيطر على جميع المناطق المحيطة به، ويمتد في الأراضي الأفريقية؛ أسس تشاكا جيشاً أطلق عليه أسم(الامزولا) وترجمتهُ(جند السماء). 

إستغل تشاكا المنظومة الفكرية لدى شعبه، القائمة على السحر وعبادة الظواهر الطبيعية، حيث إستطاع أن يريهم بعض قدرته على تحريك الأشياء، وخصوصاً الحادثة المعروفة التي حصلت عند إختطافه من قبل تجار العبيد، عندما كان في نزهة شاطئية مع بعض أصحابه، حيث تم نقله في سفينة، حينها قال لأصحابه: لا تهتموا سأقوم بإنقاذكم؛ وبالفعل توجه بنظره إلى مشعل النار، فسقط المشعل على أرضية السفينة فحرقها، وعندما توجه طاقم السفينة لأطفاء الحريق، إستطاع أن يفك قيده وقيود أصحابه، ثم ألقوا بأنفسهم في البحر، وتمكنوا من الهرب.

حاول بعض المنافقين تطبيق فكرة تشاكا، ولكن بإطار إسلامي مستغلاً فكرة الخلافة عند السُنة، والإمامة عند الشيعة، في المنظومة الفكرية والعقائدية الإسلامية العامة، في نظرية الحُكم، فظهر لدينا في العراق، أبو بكر البغدادي(أتصور أن هناك من هو أعلى منه وما البغدادي سوى دمية يحركها ذلك المجهول)، متبنياً نظرية الخلافة، وأحمد الحسن متبنياً نظرية الإمامة، وكانت حركتهم الأولى تحمل نفس الأسم الذي أطلقه تشاكا على جيشه(جُند السماء)، والذي تم القضاء عليه تقريباً في حادثة(الزركَة)؛ لكنهم عادوا من جديد هذه المرة ولكن بشكل منفصل، حيث داعش تتبنى الخلافة، وأصحاب اليماني يتبنون الإمامة.
يتحدث الناس عن موضوع سقوط بغداد، ليشغلوا الحكومة وجيشها نحو العاصمة، لكني أرى أنهم يريدون إسقاط البصرة، من خلال جماعة اليماني، فحذارِ أيها الوزيرين الجديدين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك