المقالات

مَنْ يروج دخول داعش الى بغداد فهو خلية نائمة؟!

1900 2014-10-17

ما هي حقيقة حديث الأمريكان، عن إحتياج التحالف الدولي 3 سنوات للقضاء على داعش، وذهاب أخرون إلى 30 عام؟! ومن أين تلك المعلومات، التي تقول: 10 ألاف داعشي يستعدون لإقتحام بغداد من الرمادي؟! ولماذا يتصدر العناوين وإهتمامات الصحف، نظريات إسقاط المدن في هذه التوقيتات؟! فهل يُقدم داعش على إقتحام العاصمة بغداد؟ أم أنها أصوات ترتفع لغايات تحاك في الكواليس؟! 

مشاهد تتراكم من كل الإتجاهات، قنوات تصور الأشلاء ونياح الأمهات، ويتسابق الشباب لنقل مناظر قطع الرؤوس، وهو ترويج مجاني في أماكن ومواقع يعجز الداعشيون وصولها. جزء من عجز الإعلام، الإعتماد على التصريحات وترك الصورة، وخطأ فادح إرتكبه كثيرون بتناقل صور المذابح والبكاء، لاتَخَفي الإرهابيون بزي النساء، ونكاح الجهاد والزنا بالمحارم والماعز؟!

تصريح رئيس أركان الجيش الأمريكي مارتن ديمبسي أن داعش كاد أن يصل مطار بغداد، وعلى بُعد 25 كم عن المطار وإستدعى التصدي بطائرات الأباتشي، كونه من المنشأة الحيوية، كلام يحتاج ان نقرأ ما بين االسطور، ونفك الألغاز والشفرات والطلاسم؟!
الأحداث المتسارعة تشير الى حقائق علينا تسليط الضوء عليها، ولا ننسى مشروع بادين، الذي قوبل بالرفض من كل المكونات، وأحداث التظاهرات في الرمادي والموصل، ثم سقوط بعض المدن، وكيف قامت داعش بملاحقة الشيعة والمسيح والأيزيدين، لإجراء تغيير ديموغرافي لضمان إستفتاء لأقليم سني مطلق يقبله الجميع بمرارة، بعد تحريض الشيعة وإنصياعهم للإشاعات، وتعالي أصوات تطالب بعدم مقاتلة أبنائهم في مناطق ترفضهم، ثم خرج قادة جدد يتناغمون مع داعش للمطالبة بالأقليم والإنفصال؟! مقابل الدعم الدولي لحماية إقليم كردستان وكوباني السورية، من خطر داعش والتدخل التركي.

دعوة المرجعية الدينية للجهاد الكفائي، فاجئت دوائر الإستخبارات العالمية، وتزاحم الملايين للتطوع، وإيقاف داعش وهزيمتها في مناطق المواجهات، لأن الدعوة لم تكن عن مناطق الشيعة، وحديثها كان قبل أن تحدث مذابح الأيزيدية والمسيحيين، وهذا لا ينسجم مع دعوات التدخل البري الدولي، وإعطاء مبررات نشاط المسلحين، وإستقطاب العشائر، التي أصبح معظمها يرفض الإرهاب، حتى من تورط أو صدق شعارات الثورة ضد الحكومة، بعد معرفة النوايا والأفعال اللأّخلاقية، وهذا التدخل يعطي حرية الحركة لتنفيذ المخطط؟!

بغداد عصية على الطغاة والإرهابيين، وشعبها يعتز بمقدساته ولحمته الوطنية، وكيف يقبل البغداديون، على مدينتهم التي جاوز عمرها1250سنة من التعايش والمودة وملتقى تقافات وعلوم العالم، أن تسقط بيد زمرة نتنة؟! وكيف نقبل إحتفال الأنذال بمقتل المنحرفين، ونحن نتحرك ضمن فتوى شرعية ودفاع عن مقدسات وأعراض وشرف، ولا نقدم الأرواح فداء للوطن؟! هل ىيصدق العالم أننا نقبل أن تسبى نسائنا ونقاد بيد حفنة من الأنذال، أنهم يراهنون على الحرب الطائفية، وقد رفضها أبناء الضلوعية، وعثمان إستشهد لأبناء الكاظمية، وأبن ديالى السني أحتضن الإرهابي عن إخوته المصلين في الحسينية.

بغداد إنهارت المؤامرات على أبوابها، فلا تراهنوا بتمزيقها، وأهلها جاهزون للدفاع عنها نساء ورجال، وخلفهم 9 محافظات تغلي دمائهم على أبنائهم الذين لا يعرفون أين جثثهم.  إمكانية هجوم الإرهابيين على بغداد مستبعدة جداً، وكلها محاولات للتغطية على هزائم، لبسوا فيها ملابس النساء وفخخوا الشوارع والمباني، وإتخذوا من الأطفال دروع بشرية، ومخططهم هذه الأيام زيادة زخم الإنفجارات في المناطق الأكثر حساسية مثل الكاظمية ومدينة الصدر، ورفع وتيرة الحرب النفسية القذرة، والتلويح بهذه الورقة لقبول وزراء أمنيين حسب إختيارهم. مَنْ يُروج لدخول داعش هو خلية نائمة، لا يحمل شيء من الشرف والرجولة والحرص على مقدساته، وسوف تقتل أحلامهم المريضة على أسوار بغداد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك