المقالات

بغداد وصراع البحر المتوسط


بعيدا عن المنطق العسكري وقريبا من السذاجة المؤسساتية في فهم وتحليل الوقائع التي تحدث فوق ارض العراق , من تساقط للمدن وانهيار للترسانة الحكومية في مواجهة الهول الاعلامي "داعش", فحتما ستجد ان حسابات الارقام لاتخضع للتربيع او الاشتقاق لانتاج معادلة واضحة التفاعل والمخارج , طبقا لما وصل اليه العنوان الرئيسي لمجرى الاحداث تحت مسمى عصابات وجيش نظامي.

داعش, بات من المعروف والواضح لدى اغلب المتتبعين انها ارادة دولية بلباس فتوى وتكفير, وجدت من اجل احداث وتحديث الكثير من الخرائط والمصالح العالمية, غير ان مفاصل الحركة والتوجيه لها , يتناثر في اكثر من مقود واتجاه , وطبقا لما تقتضيه المرحلة وتفرضه المتغيرات, لكن هنالك ثمة مفارقة في المنتوج المحدث للقاعدة "داعش" , هو ان تنظيم الدولة اللاسلامية في العراق والشام يجمع ويجتمع عنده الكثير من الاصدقاء والبعض من الاخوة الاعداء.

البيئة التي تتكاثر فيها القوى الارهابية تحتاج الى هشاشة سياسية في الانظمة الحاكمة للدول المراد "تدعيشها ", والعراق ولبنان وسوريا واليمن وليبيا هي نماذح تطبيقية لتلك البرامج التكفيرية, وبالتالي فأن قوة الارهاب تقوم على ضعف الدولة واجهزتها وليس على اعداد وعدد المسلحين لتلك الجماعات الارهابية.

تقاطع المصالح وصراع الاجندات في الشرق الاوسط والكبير بشكل عام هو من يحدد كيف تكون شكل الانحناءات في جغرافية المنطقة , فهنالك الاقتصاد التركي واردوغان انقرة الذي يحاول الحصول على زي الزعامة الاسلامية في المنطقة, وهنالك النووي الايراني وامبراطورية طهران الشيعية, وهنالك البئر السعودي المعطاء الذي يبحث عمن يعود بالرياض الى الخلافة العربية ,وهنا قطر ايضا التي تقفز على وزنها وحجمها عبر غازها المسال الذي يغطي ثلث المنتوج العالمي من خلال جلوسها على باب الخليج للعب دور الوسيط مابين المصالح الغربية والشرق اوسطية , فيما تبقى اسرائيل تبحث عن امنها وأمساكها لرأ س المال العالمي عبر تفتيت الدول المجاورة والممانعة واعادة رسم الاطلس الجديد.

هنا لابد من الانتقال من غرف اللاعبين الى المدربين , فهنالك الدب الروسي وبوتين المشاكس وهو يعمق بغرس اظافره في الامساك بسوريا دون ان يقع الاسد والزحف نحو اوكرانيا بقضم اجزاءها شيئا فشيئا ,والذي يعتمد الممرات السيبيرة ورقة ضغط وتهديد باتجاه اوربا الجالسه في حضن الولايات المتحدة الامريكية, , وهنالك البيت الابيض ونزعة واشنطن في الحفاظ على صدارتها في تسلسل الدول العظمى, معتمدة حرب الوكالات لادارة مصالحها الاستراتيجة والقومية .

جغرافية الاحداث في منطقة البحر المتوسط الذي بات شبه ممسوك ايرانيا عبر مضيق هرمز وخليج عدن بعد وصول الحوثيون الى صنعاء , مما يفرض على القطار الغربي احداث حالة من الاهتزاز التقسيمي حتى يستطيع الًحاق ببعض الاجزاء لخلق توازن فوق المنطقة, لذا فاننا نجد ان مزاج المعركة الان يأخذ صيغة "ضربة بضربة", مما يظطر الى فتح الحسابات وتوسيع مساحات النزاع.

التحالف الدولي , منقار امريكي بأجنحة أممية , يحاول ان يوزع ويحرك عربة الارهاب "داعش" نحو زوايا معينة , لسحب الضغط الروسي الصيني الايراني , عبر دفع العراق الى الخيارات الصعبة التي تتمحور مابين التقسيم واستنزاف العراق بالحرب الطويلة الأمد , ومابين صناعة حكومة عراقية تتوزان فيها نسب النفوذ الاقليمي والدولي ,قادرة على تأمين العمق الاستراتيجي لواشنطن في العراق .

بالعودة الى العراق مجددا, نجد ان الحديث عن نهاية لداعش او غلبة لمعسكر بغداد, يرتبط بالخارج الدولي وطبيعة الملفات العالقة مابين الاقطاب سواء الاقليمية منها او الدولية , وبالتالي نستطيع القول ان الجيش العراقي او القوى الامنية بشكل عام, تعاني من الفوضوى والاختراق المقصود بعد ان هيأت له اسباب ذلك الضعف من خلال حكومات غير مستقرة, , لذا فأن الانتصار اليوم يعطى من الخارج ولايمكن صناعته في الداخل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك