المقالات

هَل نقتُل أنفسَنا !؟

1266 2014-10-15

لنا معَ الموتِ صُورٌ بِعدساتٍ مختلفةٍ, بعدسةِ مُصورٍ حاقد, ومُصورٍ مُتخاذل, ومُصورٍ مُجرمٍ, ومُصورٍ شامتٍ, ومُصورٍ مُتعاطِف, ومن بين زَحمَةِ هؤلاء, لا يَجِدُ المصورَ الناصِرُ مَكاناً لَهُ, فَيُزاحَم بَينهم مُتَدافِعاً, لأخذِ مَكاناً بَينهم, لينقُلَ للعالم صُورةً بِدونَ (رِتوشٍ أو فوتوشوب).

كثيرةً تِلكَ الصور في مَواقِعِ التواصِلَ الإجتماعي, وَنجومَ هذه المواقِع هُم شُهدائَنا, الذّينَ أصبَحوا مَشهورين بِطرقِ الإستشهاد, وَمُبدعينَ لَيسَ لَهُم مُعجَبين, سُوى العوائِلَ المُفجَعَة بِهم, وبعض الأصدقاءِ والمقرَبين؛ سُرعانَ ما ننساهم, لِعلِوِّ نَجمَ الشهيدَ تِلوَ الشهيد, في مَقبرةِ التواصُلِ البَرزَخي.

صُوَرِ المشاهِدِ المُرعِبَة, وَسِينَما الظُّلم المُسَلط, على سيناريو الأغلبية الواقِعةُ بين سِندانِ حكومتِها, ومِطرَقةِ إخوانُهم بالدِّين, ومُخرِجَ الإرهابِ الأعوَرُ(أمريكي الجنسية), يُصَوِّب سِهامِ عِدائِهِ على جَميع الشعوب, وَسِهامَهُ لا تُصيب إلا تلك الثُلَّةَ المظلومةُ مِنَ الأزَل, المُلَقبونَ بِأتباعِ أهلِ البَيتِ(عليهمُ السلام).

أسمَحوا لي أخوَتي أن أكونَ اليَومَ, طائفِياً بَعضَ الشيءِ مَعكم, لَعَلِّي أُمسِكُ بِقَطرَةِ ظُلمٍ, في بَحرِ ظُلامَةَ الشيعة, وَسطَ الرياحَ التي تُغيِّرُ الحقائِق, وَتَعصِفُ الحَقَّ بالباطِل, وعندما تَهدأُ أمواجَ هذا البَحر, تَهبِطُ النوارسَ البيضاءَ على جِراحَهُ, لِتُعلِنَ مواساتها بِصراخ أصواتِها. 

إنَّ كَفَّةَ المُدن الشيعية, ثَقُلَت مَوازينُ الإنفجاراتِ فيها, وَكَفَتِكُم كَبيوتِكُم, واسِعَةٌ هادئِة, إلى ألآنَ تَبحَثونَ عن حقوق الإنسان في السجون, وَلا تَبحثونَ عن إنسانيتنا وهي تَتَناثَرُ بِهواءِ المُفَخَّخاتِ, التي تَشَظَّت أجسادُنا بِعصفِها؛ إلى متى نَدفعُ ثَمن تشيعنا, مِن أجلِ عِراقيتنا.

إلى متى, وَدِماء شبابُنا إرتوت أنهارُكم مِنها, وَدِماء شيوخَنا نَتبرعُ بِها لِجَرحاكُم, وإلى متى أرامِلُنا تَبكي, لِتَروي بِدِموعِها عَطشَ أطفالِكُم, وإلى متى نُعَلِّم أطفالنا بِمَناهِجَكُم, وَنُزوِّجَ أبنائَنا بِمَذهبِكُم, وفي حُكومَتنا أنتُم المهمَّشين؛ وإلى متى إقليمُنا يُقسِّمَ العراق, وإقليمَكم فيهِ النَّجاة.

إلى متى تَقولونَ إخوانُنا, ونَقولَ لَكُم(أنفُسَنا), وإلى متى تَرفِضونَ مُجاهِدينا, وعلينا أن نقبلَ بِبَعثِكُم في السُّلطَة, وإلى مَتى رَايَةُ الحُسَينِ(عليهِ السَّلام), على الدَّبابَةِ طائِفية, وَرايةُ القاعدةِ في ساحاتِ إعتصاماتِكُم كانت عراقية؛ لَن تَختلِطَ الصُّورُ في السَّماءِ لأنَّها عِندَ الخالِقُ المُصوِّر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك