المقالات

غدير خم وداعش شأم

1278 2014-10-14

في عيد الولاية؛ تتجدد البيعة لأمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام) ويأتي الناس من كل فجٍ عميق، لِيعلنوا البيعة له( روحي له الفداء) مصحوبة بِدعاء الثبات على الولاية، فهي الصراط المستقيم الذي من تمسك به نجا، ومن تركه هلك. تتبادل الأمنيات، والتهنئات بين العالم الإسلامي بهذه المناسبة العطِرة؛ وتقف حشود المسلمين أمام مرقده الشريف، لُتعلن البيعة، وتقدم التهنئة لِعصا المرتضى(عليه السلام) المرجعية الرشيدة، التي هدمت أصنام العصر واحداً تلو الآخر، وأحيت مباديء الإسلام السامية.

وقفت عصا أمير المؤمنين(عليه السلام) وقفتها في مُجابهة الإرهاب، وألحقت به هزيمةً لا ينساها التأريخ؛ ووحدت صفوف العراقيين في المواجهة لهذا الخطر الذي عصف عدة مدن، وعانت وطأته طبيعة الحياة، لتُصبح خراب ما بعده خراب، في ظل مصاصي الدماء، وطواغيت العصر، وحواضنهم من ( أبناء الوطن!) فإذا بايعوا الخليفة الإسرائيلي، وهو يحتل مدنهم، وينتهك أعراضهم، فنحن بايعنا من هزم اليهود في خيبر، وأجدادهم الذين كشفوا عوراتهم حتى لا يحز رِقابهم ذو الفقار!

بينما المسلمين يبايعون وصي الرسول(عليه السلام) هناك الخوارج يبايعوا خليفتهم المتوكل على الشيطان(البغدادي) وبينما النجف تضيء بِنور الولاية، وعيد الغدير المبارك، نجد الموصل يسودها الظلام بعد موت الحياة فيها، والرجوع الى العصور البدائية، تحت قوانين تعد من غرائب وعجائب الزمن، في ظل دستور(دعوشي) الصارم. 

لا ريب؛ إن سر وقوفك بِوجه الطغاة؛ هو أنك جعلت قدوةً في الحق أمام ناظريك، وكيف إذا كان القدوة الإمام علي(عليه السلام) فلا شك إنك جعلت الحق قدوتك" علي مع الحق والحق مع علي" وكيف إذا جعلت خلفاء التكفير قدوتك، فلا ريب أنك في الدرك الأسفل من النار، وأنك مع الباطل والباطل معك!
عيد الغدير؛ فرصة سانحة لتنقية النفس من الشوائب، والتمييز بين الحق والباطل، فرصة لِتوحيد كلمة الإسلام، ومواجهة الدُخلاء عليه، من ذابحي البشر، والمُكفرين للأديان السماوية، ودعاة الفتن في العالم الإسلامي، ومشايخ الدعارة العُملاء. 

لا يقتصر الإحتفال بِتجديد البيعة لِوصي الرسول الأعظم على الشيعة فقط؛ بل هي مناسبة لها مكانتها الإسلامية على كل المسلمين بالعالم، وتخليد ذكراها دليل على الوعي الثقافي لدى المسلم، وتمسكه بوصية النبي الأكرم(صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وتطبيقه مباديء الإسلام، وتعاليمه التي هي أساس العدل، والإنسانية في الأرض. 
ليُجدد العراقيون بأطيافهم، ومكوناتهم البيعة لِرمز الإنسانية الإمام علي(عليه السلام) ويجابهوا بِيد واحدة أعداءهم التكفيريين، لِينعموا في بلدٍ يعد موضع الأنبياء والأوصياء، ومهد الحضارات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك