المقالات

هل تسمح أمريكا بالتدخل الدولي في العراق؟!

1447 2014-10-14

توقيت سقوط مدن بيد داعش، لم يكن مصادفة وليس من الأقدار، التي تغيب عن التكنلوجيا التي تكتشف ما تحت الأرض، ولم يكن الزمان والمكان ثغرة، لا أحد يعلم بسيناريو إسقاط التجربة الديموقراطية، قبل حسم الولاية الثالثة التي كان شبحها يطارد العملية السياسية.
عبور القارات وإنفاق مليارات الدولارات، لايمكن أن يكون مجاناً في مقاييس الدول التي تتغدى على الحروب، وليس بعيد عن صراع القطبية ودول الممانعة العالمية.

نتذكر جيداً في عام 1990م؛ حينما أطلق الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، على حملته وقيادت الولايات المتحدة الأمريكية للتحالف الدولي، وتفردها حينذاك بالقطبية العالمية بعد سقوط الإتحاد السوفيتي؛ تسمية النظام العالمي الجديد، إنضم الى التحالف ما يقارب 33 دولة بين أجنبية وعربية، وصلت قواتها على مشارف بغداد بحدود 150 كم، وكان هدفها إسقاط النظام بعد إخراج القوات العراقية من الكويت.
الأمر كان مفاجئاً لقائد القوات الأمريكية( شكوازسكوف)، ومن ثم إقامة مناطق عازلة بخطوط تمنع طائرات النظام أنذاك من التعرض للكورد، بعد مقتل ما يقارب 10ألاف من سكان كردستان، على الجبال ودفن الأطفال في الثلوج، وتبني مشروع إيطالي بريطاني من مجلس الأمن بهذا الخصوص، بينما سمح للطائرات التحليق فوق مناطق الجنوب التي كانت تشهد الإنتفاضة الشعبانية؟!

قرار وقف القتال وعدم إسقاط النظام، جاء من إستشارات أمريكية في اللحظات الأخيرة، ثم التحول الى خيمة صفوان للإتفاق على بياض مع قادة الجيش العراقي، وأخذ التنازلات الكبيرة من العراق، وفرض الحصار على شعبه وإخضاعه للحماية الدولية، بعد أن فكرت مراكز الدراسات الأستراتيجية الأمريكية، بأن شركاءها في العراق 33 دولة وتريد الحصول على حصة الأسد؛ إنتظرت 12 عام لإسقاط النظام عام 2003م، وإستحوذت في أول أيام دخولها العراق على معظم التعاقدات، وبريطانيا كانت بالدرجة الثانية، بمسافات بعيدة عن ما حصلت عليه الولايات المتحدة الأمريكية.
الحكومة العراقية السابقة عام 2011م بعد خروج الأمريكان بقرار عراقي، دأبت الى إبرام تعاقدات أسلحة مع الجيك وروسيا ودول أخرى، وكلها كانت تشوبها صفقات الفساد، ورداءة نوعية الأسلحة، وهذا ما أغضب الجانب الأمريكي، بل ربما كانت هنالك أيادي أمريكية إستغلت تورط المسؤولين العراقيين بالفساد، ودناءة نفوسهم وعدم شعورهم بالمسؤول؛ للولوج وتوريطهم بالفساد ومن ثم الفضيحة.

بعد سقوط الموصل وعدة مدن عراقية، يجري الحديث بعد القرارات الدولية؛ طلب من بعض القوى التدخل الأمريكي برياً، رغم أن الإجماع العراقي والموقف الرسمي رافض للتدخل، لأن العراق يملك من الشباب الشجعان القادرون على دحر داعش، وتلقينها درساً للتاريخ، وعبرة للأجيال؛ إلاّ أن ما ينقص القوات العراقية، ضعف التجهيز الخارجي خاصة في العقود الأمريكية، وغياب التنسيق الدولي، بعد القطيعة مع معظم الدول الأقليمية في المرحلة السابقة، وعدم تجاوز مؤشرات التدخلات الأقليمية؛ من خلال الطرق الدبلوماسية.
عودة القوات الأمريكية جاء لرعاية مصالحها الأقليمية، والسباحة في المياه الدافئة، تتحرك في سعة الخلافات السياسية الداخلية، وتناغم الأطروحات الأقليمية التي بدأت تشعر بخطر داعش.

التحالف الدولي ضد داعش، وصل الى ما يقارب 40 دولة، مع وجود موقف تركي تشوبه الضبابية، وتصويت البرلمان التركي للإيذان بالتدخل داخل العراق؛ بذريعة حماية المصالح او مطاردة حزب العمال الكردستاني، في نفس الوقت التحرك في شمال سوريا وإنتظار سقوط مدينة كوبائي السورية. أمريكا التي إنتظرت 12 عام لتدخل العراق منفردة، لم تحصل على غاياتها رغم تشريعها إحتلالها للعراق، في نفس الوقت هي من كانت تغذي القوى المعارضة للنظام السوري، تعود اليوم الى تجريمها، وكانت تراقب إقامة مؤتمراتها علنياً في عواصم العالم؛ والسؤال هنا: هل تسمح أمريكا بشراكة 40 دولة، في منطقة تعتقد أنها بداية خارطة الشرق الأوسط الجديد، الذي تريد رسمها بخط يدها فقط؟! أم أن المعركة تطول لتتغذى منفردة بالفريسة؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك