المقالات

عيد الغدير، والإنحراف الإسلامي الخطير؟

1659 2014-10-11

بالرغم من أن افلاطون عاش قبل الميلاد، إلا إننا سننطلق في مقالنا هذا من أحد أبرز كتبه المهمة، جمهورية أفلاطون، حيث يقسم في هذا الكتاب أنظمة الحكم الى خمسة انواع، على التوالي من حيث الأفضلية: المَلَكية (إذا حكم الفرد) أو الأرستقراطية (إذا تعدد الحاكمون)، والتيموكراسية والاوليغاركية والديموقراطية والاستبدادية(الدكتاتورية).

من المهم جداً معرفة خصائص هذه الحكومات، ومواطن الأختلاف بينها، وهو بحث شيق، ولكننا نعرف أن إسلوب المقال لا يحتمل الإطالة، ولذلك فسإركز في مقالي هذا على سؤال طرحه بعض الأصدقاء وهو: هل إن الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) ديمقراطي؟
إن كل من يقول بديمقراطية الحكم في الإسلام، ويضرب مثلاً بحكومة الإمام علي، فهو واهم، ولا يعرف عن الحاكم والحكومة الإسلامية أي شئ، وإنما يريد أن يُسقط الأشياء ويطابقها تكلفاً منهُ، وهو يظن أنه بذلك يُحسن صنعاً، وأنه يقوم بخدمة الإسلام والمسلمين.
أنا لا أخاف من مخلوق، ولا أستحي منه، فأعتقد وأنطق بما يوصلني إليه فكري؛ الحكم في الإسلام أرستقراطي، وعلي بن أبي طالب لم تأتي به الأنتخابات، وإنما هو رجلٌ مُنصب من قِبل الرسول محمد (صلواته تعالى عليه وآله) في يوم الغدير.
كانت قريش تخطط للوصول الى الحكم بعد موت الرسول، وذكرت بعض الكتب محاولات قام بها بعض المنافقين لأغتياله، ولم ينجحوا في ذلك، وكان الرسول منذ بادئ الأمر، قد هيئ الأرضية لأستلام علي للحكم بعده، من خلال عدة إشارات، ولكنه رأى إصرار القوم على مخالفته، وأنهم كانوا يؤولون هذه الإشارات ويفسرونها بتفسيرات عديدة.

قرر الرسول أن يحسم الأمر وخصوصاً وقد علم دنو وفاته، فإستغل اجتماع الناس في موسم الحج، وفي موقع بئر(خُمْ) بالذات، حيث صلى بهم الظهرين جماعة، ثم قام خاطباً وأعلن صراحةً (من كنتُ مولاه فهذا علي مولاه)؛ وهنا وقعت الطامة الكبرى.
بدأ المنافقون يعلنون عن تحركاتهم ظاهراً، أولاً: لأنهم تأكدوا من دنو وفاة الرسول، وثانياً: ليتداركوا أمرهم الذي أفسده عليهم الرسول بتنصيب علي إماماً من بعده؛ وحدث ما حدث من أمر السقيفة، وعند إحتجاج عليا وفاطمة عليهم بالقرآن، بدأوا بإبتداع أحاديث موضوعة ومزيفة، وتؤيل أخرى لصالحهم، وكان هذا بداية الإنحراف الإسلامي الذي أودى بنا الى ما نحن فيه.

لم يبقى من الإسلام من يتبنى مبدأ ارستقراطية الحكم إلا الشيعة وطبقوه في إيران، وأما الغرب فخير مثال على النظام الأرستقراطي هو بريطانيا ولكنه مَلَكي.
يَعتبر الشيعة أن عيد الغدير هو عيدهم الأكبر، وبالفعل هو كذلك، فقد مُنحوا في هذا اليوم معنى النظام العادل في الحكم، وفهموا صفات الحاكم في الإسلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك