المقالات

ننتصر بعراقيتنا ولسنا طائفيين!..

1776 2014-10-11

منذ عقود من الزمن, وشعبنا يعاني التقسيم الطائفي, والتسلط, والثقافة المغلوطة حول الدين, فأضحى يعيش في تناقضات متطاحنة, وتحت وطأة الحكم الدكتاتوري؛ اندثرت مفاهيم الوسطية والاعتدال, وتلاشى بين ليلة وضحاها احترام الإنسان, وأصبح أداة بيد المتسلطين والمفسدين, حتى بتنا لا نملك حرية للرأي, والمعتقد.
الطريق لم يكن سالكاً, او معبداً بالورد, فالعراق تكالبت عليه المحن, وأرادت بكل ما أوتيت أن تغتال طفولته, وتقتل شبابه, وانتهاك حرماته ومقدساته.
من هنا نستنتج, أن المفهوم الطائفي الموجود في وقتنا هذا لم يأتِ من سراب, فالظلم الذي عاناه الشعب في زمن الدكتاتورية؛ ولّدَ لديهم أحقاداً, وضغائن دفينة, لم يستطع أكثرهم إعلانها, إلا بعد سقوط التمثال وبدء التحرير, لنكون تحت احتلال أمريكي ديمقراطي مزيف, الذي لعب دوراً مهماً في زراعة الفتن, لتنفيذ المخطط الإسرائيلي, بكل احترافية, من مبدأ فرق تسد, لعبة خبيثة بيد أمريكية, لتفرقة أطياف الشعب, وبالأخص بين المسلمين (السنة والشيعة).

الاستكبار العالمي أرادة شرارة, لكي يشعل ناراً طائفية يصعب إطفائها, وهي اللعب على وتر المذهب, وهذا ما فعله, لكونه يعلم جيداً أن الأغلبية الشيعية في العراق, والإحساس بالظلم قد اعتلى نفوسهم, وسيطر على مشاعرهم من حكم الطاغية, بمحاربته لكل شعائرهم المقدسة, التي اعتبرت وما تزال خطاً أحمر, فمارس القائد الأوحد كل أنواع الترهيب, من نفي - قتلٍ - سجنٍ وتهجير, مما جعل منهم قنبلة موقوتة, ورغم كل هذا فالعقول الراجحة التي تمتلك زمام الكلمة, من رجال المرجعية الرشيدة, كانت صمام الأمان لهذه الفئة المظلومة من الشعب.
في خضم التغيير الجديد, والهيكلة التي وضعت أمريكياً قبل انسحابها؛ وزراعة أذناب لها من السياسيين, وتسنمهم مناصب حساسة في الدولة العراقية الوليدة, ليكونوا أركاناً مهمة في مفاصلها, ويضمنوا الحصانة لهم, ليلعبوا دوراً كبيراً في نشر التفُرقة بين أبناء الشعب, والقتل على الهوية من ميلشياتهم المسعورة, التي جابت الشوارع في حينها من الطرفين, سيما أن أفعالهم وأفكارهم أخطر من الاحتلال نفسه.
فشلت أمريكا وخاب سعيها هي وأذنابها, لكنها خلقت وحشاً جديداً بصفات مرعبة, والمعتنق إسلامي متطرف همجي (داعش), لتضرب به كل أبناء العراق, وهنا لعبت المرجعية الرشيدة دوراً ريادياً, حين أعلنت الجهاد الكفائي, ضد هذه الزمر التكفيرية الحاقدة, مما ولّدَ الغيرة والإيثار لدى أطياف الشعب العراقي, ليقفوا صفاً واحداً لمحاربتها, وحماية أرضهم وعرضهم من دولة لا إسلامية, أرادت أن تعود بنا الى زمن الجاهلية المقيت. 
الشعب العراقي أصيل, روحه رفضت الانصياع للقدر, واستجابت للامتحان, وأقامت معادلة واقعية واجهت بها العالم, وأثبتت عنفوانها, فتعلم الآخرون من دروسها, حين قدموا عملاً خالصاً نقياً, لخدمة عراقهم.

العراقيون بفطرتهم يمتلكون صوتاً وفكراً واحداً, لكنهم ليسوا طائفيين, لأنهم بمجموعهم كنز وطني عريق يستحيل سرقته, أو اقتلاعه, فاتفقت ضمائرهم مع قلوبهم, في خارطة الوحدة والتسامح, وعندها أصبح الأمر ملزماً عندهم, (قلوب مطهرة ونفوس معطرة), إنه النصر جُلّ ما ننتظره الآن, فلقد تعلمنا من الحسين أن نكون مظلومين لننتصر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك