المقالات

داعش: بين الحمل والولادة!


بَنى الإسلام السني الجهادي نظريته السياسية المعاصرة, إنطلاقا من الدور الغربي في إقصاء آخر الخلفاء العثمانيين, ومنذ ذلك الوقت, يرى الإسلاميون والجهاديون أن مشروعهم أنما يقتضي إعادة احياء الخلافة الإسلامية, وجعلوا ذلك خطوة مهمة جدا في سبيل استعادة أمجاد وتطلعات المسلمون الأوائل, في العصر الذي تلى النبي محمد ص.
الجانب الثاني والمهم في عقيدة الإسلام السني, والتي حاولت من خلاله بناء منظومتها العقدية والفكرية, هو مواجهة تحديات الغزو الثقافي العقائدية والسياسية, التي أدت الى تفرق المسلمين وهوانهم ! وهذا ما جعل مشروع احياء الخلافة الإسلامية, أمرا مهما في أدبيات الإسلام السني, حيث كانت تلك المنظومة الدينية, تنظر الى أهمية اقامة نهضة روحانية في عموم أراضي المسلمين, امرا مهما يجب أن يسبق إقامة دولتهم المزعومة؛ فكان للتبليغ الوهابي المدعوم بأموال هائلة من دول الخليج, أثرها في تربية وتنشأة أجيال كثيرة في دول العالم الثالث الفقيرة.
الجيل الجديد الذي مثله أسامة ابن لادن, يمثل الثمرة الأولى لهذا المشروع, ببعد عسكري ناجح نوعا ما, مكنهم من امساك الأرض في بعض المناطق, من خلال الترهيب والترغيب. ثم جاء الجيل الثالني, وهو جيل دولة العراق الإسلامية, والتي تزعمها " أبو عمر البغدادي", والذي نصب نفسه خليفة للمسلمين

الجيل الثالث, وهو الأخطر, وهو جيل الدولة الإسلامية في العراق والشام(داعش), جاء بأدبية جديدة, وهي أدبية المواجهة العسكرية والظهور العلني, وقيادة معارك تصادمية نظامية مع الجيش العراقي, ولا نعلم ما تخبأه لنا الأيام, من إنشطارات وولادات هجينة لهذا المسخ الملتحف بالسنة النبوية, والسنة بشطريها (التعاليم النبوية, والكتلة البشرية) منه براء.

الملفت للنظر في هذه التنظيمات, هو أنها تجد دوما ضالتها من المؤيدين, والذين هم في أغلبهم منبوذين اجتماعيا وفاشلين حياتيا؛ إذن هذا الفكر الضال يجد دوما بيئة بشرية جاهزة لإستهلاك تعاليمه, وهذه البيئة تنمو وتتكاثر بفضل فايروس القهر الإجتماعي؛ ما نحتاجه وتحتاجه كل المجتمعات, هو إعادة نظر في كيفية إحتواء وإنصهار هؤلاء الفاشلين, لكي لا يكونوا حطبا لنارٍ ترتد بشررها على نفس المجتمعات.
إذن : نحن (كمجتمعات) نكون عادة جزءا مكوناً وأساسيا في تنشأة الإرهاب.
إلى ذلك وددت التنويه !
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك