المقالات

العيد... أفراح وأتراح وذكريات


كنا صغاراً وأذا ما أقبل علينا العيد وبسجية الطفولة البريئة نطالب الاهل بكسوة جديدة وعيدية مناسبة منهم وننام ليلة العيد بعين واحدة أما الثانية فهي ترقب شفق الصباح متى ينبلج لنهب زرافات وفردانا لنبدأ بمن يعطي تلك القطع المعدنية الساحرة التي نطير بها فرحاَ وسرورا, وكبرنا وبدل ان تكبر معنا تلك الافراح نراها قد اضمحلت وتلاشت لتكبر على أنقاضها احزاننا ومعاناتنا ولنصبح بدل ان نتسابق للذهاب الى المتنزهات ومدن الالعاب ونشتري الحلوى والالعاب الجميلة بتنا نرقب امهاتنا وهي تسلك ماسلكناه لينتظرن طلوع الفجر ليشدن الرحال الى مقبرة وادي السلام في الغري لنأخذ معنا بدل العابنا والحلوى علب البخور وماء الورد لنحتضن احجاراً جوفاء منادين بأعلى الاصوات وبدموع تنهمر مدراراً ونحن نندب احبة لنا بكر النظام السابق برحيلهم عنا وهم في ريعان شبابهم لنكبر وتكبر معاناتنا ايضاَ لندفع الى محارق الموت في مغامرات نظام ارعن لنجني اهات والام وذكريات مازالت تحفر في اذهاننا مساحات كبيرة لاحبة لنا قضوا نحبهم في الفيافي القاحلة والجبال الشاهقة والاهوار العميقة

وبعد ان انجلت الغبرة وتنفسنا الصعداء وحلمنا بوطن أمن جميل يحتضننا بعد ما فرقتنا الانظمة وجعلتنا نملأ البلدان غربة ولكن الحلم الجميل لم يدم طويلاً لنستيقظ على حرب جديدة أبتكرها لنا الاعداء حرب لاحدود لجبهتها ولا عدد لضحاياها لنعود من جديد ونضاعف مقابرنا الجماعية التي لم نحصيها لحد الان بمقابر اخرى ولتعود امهاتنا الى وادي السلام من جديد وهن يحملن أحزاناً وصوراَ لضحايا جدد لم يختلف بها الضحية ولا الجزار مقابر ضمت جثامين أبرياء قتلوا غيلة وبدم بارد وبمجاميع كبيرة لتظل سبايكر وسجن بادوش والصقلاوية علامات فارقة في الحزن والوجع العراقي الجنوبي ليأتي العيد وبدل أن تأتي افراحه والعابه معه يطل علينا ومع اطلالته نستمع الى أنين أمهاتنا وشجي أحزانهن ويطل على عيون ووجوه أتعبها السهد والحزن وأفواه حنينة واصوات ملائكية وهي تحتضن قبور الآحبة ولسان حالها يقول (ردتك تجي وي المجازين ... راح الشهر وصارت اسنين )

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك