المقالات

التحالف الدولي ضد داعش لمصلحة من ؟!!

1370 2014-10-02

في البدء يطرح تساؤل واقعي ومعقول لماذا الآن التحالف الدولي ضد داعش ؟ ولماذا لم تدعى إيران إلى هذا التحالف ؟ ،ولماذا أضعاف الحكومة المركزية وعدم تزويدها بالسلاح على حساب الأكراد ؟ هذا التطور الكبير واللافت والذي أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف دولّي بمشاركة بعض الدول الإقليمية وإعلان الحرب ضد داعش في العراق والشام ،جاء ذلك على اثر ذبح الصحفيين الامريكين . هذا الإعلان الدولي سبق هذا الحدث والتطور في واقع الحال ، وبالفعل بدأت الضربات الأمريكية للتنظيم الإرهابي في شمال العراق الأمر الذي سيتطور تدريجياً نحو مناطق أخرى . 
هذا التحرك جاء بعد ذبح الصحفيين الامريكين من قبل هذه العصابات الإجرامية ،وربما لولا هذه الجريمة لم تتحرك الإدارة الأمريكية وتحرك أساطيلها وتحفز حلفاءها في العالم . 

هذا التحالف الذي آثار العديد من التساؤلات عن جدية هذه الدول في ضرب الإرهاب في العراق وسوريا ، خصوصا مع الصور البشعة التي تبثها وسائل الإعلام عن الجرائم التي يقترفها هذا التنظيم الدولي بحق المدنيين ، والتمويل المخيف الذي أصبح لافتاً للنظر من دعما دولي بالمال وأحدث الأسلحة والمعدات ، والتدريب الحديث والمتطور في دول الجوار كالأردن والسعودية وقطر وتركيا التي تقدم الدعم اللوجستي للإرهابيين ، ومعالجة الجرحى في احدث المستشفيات التركية تحت مسمع ومرى حكام أنقرة ؟!! .
لماذا لم يتم دعوة إيران إلى هذا التحالف وما هو الهدف من هذا الأبعاد ، ولماذا التعامل بانتقائية غريبة ،وإبعاد القوى الإقليمية التي لها دورا مهما في مقاتلة ومحاربة هذا الفكر التكفيري . 

المنطقة بأسرها تمر بظروف حساسة وخطرة لوجود تيار تكفيري إرهابي يرتكب جرائم باسم الإسلام في العراق وسوريا ولبنان، وما يؤسف له أن بعض الدول تدعم الإرهاب، وتلك الدول نفسها تدعي محاربة الإرهاب التكفيري الداعشبعثي ، كما أن هذا التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق به لأنه يضم دولا متهمة بإيجاد داعش ودعم الإرهاب في المنطقة كالسعودية وقطر وتركيا التي قدمت الدعم الكامل للجماعات المسلحة في سوريا والعراق .

المتابع لعمليات القصف المريبة لا يجد أي أهداف لداعش ضربت ، وعد قتلاهم آو أماكن تواجدهم ، وهذا ما يفتح باب التساؤلات على مصارعيها عن الغاية من هذا التحرك المريب أصلا ضد داعش في العراق وسوريا ، فمن غير الواضح المضامين والأهداف الحقيقية لأجندة الإدارة الأمريكية إزاء المنطقة او تحديد ما الذي تريده حقاً من تشكيل هذا الائتلاف ، أو حدود التدخل الذي تعتزم القيام به في المنطقة ، كما أنها تتعلق عن طبيعة التدخل الأمريكي العسكري في المنطقة وبشكل مباشر ، وإذا ماكان الأمر يتعلق بتوازنات معينة تريدها في العراق خصوصاً والمنطقة عموماً، أو أنها تشير إلى النهاية نحو حسم هذا الأمر بكل قوة لتغير الواقع السياسي في المنطقة .

من يسعى فعلا لحرب الإرهاب أن يدعو لبناء جبهة موحدة تضم الجميع دون انتقاء أو تحّيز لان الواضح اليوم وجود أجندة كبيرة وخطيرة من اجل عدم القضاء على هذه العصابات الإجرامية ، والاكتفاء بأبعادها إلى شمال الوطن العربي كتونس وليبيا ، واستخدامها عند الضرورة . 
عدم مشاركة إيران يعكس قلقا من تزايد قوة إيران النووية منها أو في المجالات الأخرى ، وأحداث توازن في المنطقة ، وهذا ما لا تريده بعض الدويلات في الخليج العربي ، لهذا عدم مشاركة إيران لا يمثل حالة ضعف بقدر ما خوف من هذه المشاركة والقسوة التي مارسها القوى النظامية لحزب الله اللبناني والإيراني والعراقي في حماية مرقد سيدة الطهر زينب (ع) ، مما جعل الأمور. تنقلب على الساحر لتظهر قوى شيعية في المنطقة كسرت شوكة الإرهاب في الشام و العراق . 

على الحكومة العراقية أن تسعى الى التحالف مع القوى التي ساعدت كثيرا في قلب المعادلة الأمريكية ووليدها في المنطقة "دعوش" والاعتماد على الخبرات العسكرية لدول الجوار دون النظر بانتقائية ، لان الوضع خطير جدا ، ولا يتحمل ان نكون كالقوى العالمية التي تنظر بإعجاب لما يفعله الدواعش في ارض الرافدين من حالات اغتصاب وذبح وقتل ، ومجازر لا يمكن بأي قانون دولي محاسبة الجناة والقتلة الإرهابيين القادمين من أوربا وشمال آسيا وأميركا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك