المقالات

(شَمّاعَة) أوباما

1066 04:26:47 2014-09-30

لكلّ زعيم شمّاعة يلجأ اليها لتعليق فشله اذا اضطرّته الظروف للاعتراف به، كما انّ لكلّ واحدٍ منهم أَكبُش فداء يلجأ لنحر واحدٍ منها أو اكثر كلّما فشل في التهرب من الحقيقة، كأن يحاصره الاعلام مثلا او يتسع عليه الخَرقْ او ما أشبه.
في بلادنا، فانّ الشمّاعة هي المؤامرة التي مصدرها عادة الاستعمار والصهيونية او من جار السوء في اقل الحالات اثارة، كما كان يفعل الطاغية الذليل صدام حسين، الذي كان يعلن عن اكتشاف مؤامرات من ايران والأردن وسوريا، كلما أينعت رؤوس وحان قطافُها، أمّا اسرائيل فهي الزبون الدائم، فيما كان يشمّ احيانا مؤامرات الرفاق فيقضي عليها وهي في المهد، كما اخبرنا بذلك عام .
اما أكبُش الفداء عندنا فكثيرة جدا والحمد لله فكل مسؤول في الدولة هو مشروع كبش فداء لرأس الزعيم الذي يجب ان يظل سالما في كل الظروف.
هذا في بلداننا.

اما هنا في الولايات المتحدة الأميركية، الدولة العظمى، والدولة رقم واحد في العالم، فالشمّاعات تختلف عما هو موجود عندنا، فليس بإمكان البيت الأبيض ان يتّهم المكسيك مثلا او كندا، بحياكة مؤامرة، كما انّ اتهام اسرائيل خط احمر، ولذلك فالشمّاعة هنا من نوع خاص، انها اجهزة المخابرات والاستخبارات، فكلما يفشل نزيل البيت الأبيض في خطة او في قراءة ما لحالة ما، تراه يرمي بنفسه على اجهزة المخابرات التي فشلت في تنبيهه مثلا او غابت عن المسرح المقصود في اللحظة التي يحتاج الرئيس لحضورها هناك.
ولقد سمعنا بالامس الرئيس باراك اوباما يلوم اجهزة الاستخبارات التي فشلت في شيئين، على حد زعمه:

الاول: فشلت في تحديد حجم الارهابيين وقوتهم الحقيقية في سوريا تحديداً ما دعاه للغفلة عنهم الامر الذي تسبب بتمددهم في العراق والمنطقة بشكل عام.

الثاني: فشلت في تحديد قوة وجاهزية القوات المسلحة العراقية، ما دعاه الى اغفال تسليحها فكانت النتيجة انها انهزمت امام الارهابيين في اول مواجهة حقيقية ومباشرة. هذا ما قاله الرئيس اوباما معلّلاً فشله او تأخره في اعلان حربه على الاٍرهاب، فكانت شمّاعته المفضّلة التي علّق عليها كل ملابسه القذرة.
ولكن...
هل نجح؟
برايي، لا.

اولا: انّ كل العالم يعرف جيداً بأنّ ما يجري في سوريا منذ اكثر من ثلاث سنوات هو عملية تجميع للجراثيم من كل حَدَب وصوب للقتال هناك تحت ذريعة الثورة والديمقراطية وحقوق الانسان، فهل يُعقل انّ اوباما لم يقرا او يسمع او يعرف هذه الحقيقة؟.

ثانياً: انّ كل العالم يعرف جيداً بأنّ نظام القبيلة في الجزيرة العربية وقطر هما المصدر الأساسي وربما الوحيد لتحريض هذه الجراثيم، انْ بفتاوى التكفير التحريضية او بالمال او بالتسليح او بالأعلام، فهل كان يظنّ الرئيس اوباما بان نظام القبيلة قادر على تصدير الديمقراطية الى سوريا والى غير سوريا وهو الذي يفقدها جملة وتفصيلا؟ فكان ينتظر ان يرى (سوريا ديمقراطية) مثلا؟.

ثالثاً: انّ كل العالم يعرف جيداً بأنّ واشنطن ظلّت تُماطل في تسليح القوات المسلحة العراقية، فهي لم تسلّمها السلاح المطلوب وفي نفس الوقت ظلت تعرقل صفقات التسليح من مناشئ اخرى، فهل يُعقل، بعد كل ذلك، ان الرئيس اوباما كان يعتقد بقدرة القوات المسلحة العراقية على مواجهة الارهاب المسلح حتى التّخمة بيد عزلاء او بسلاح تافه؟.
اخيراً، وددتُ ان اهدي الحكمة التالية الى سيد البيت الأبيض، الحكمة تقول:
[إنّ الكَذِب المُرتّب أفضل من الصدق غير المُرتّب].

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك