المقالات

نباح على قافلة الألف بليغ

1660 2014-09-21

المجتمعات تموت أحياناً في طريق الحرية، وتتعذب بالويلات قبل الموت؛ حينما تذبح غايتها قبل الوصول إليها، ومن وصل الى الرمق الأخير لا يمكن إسعافه بالكلمات الرنانة وأصدائها الطنانة، بلا نكهة طيب تراكيب بطعم العسل؛ فليس كل مرارة تعني دواء ولا كل متعصب يذود عن الحق؟!
بعض المخلوقات السياسية، لا تجيد سوى التسلق على الأكتاف، والتربع على الرقاب، تشعل الفوضى وقت إطفائها مصابيح الوعي، وتشويش الرؤية وإنتهاء أمل إنقضاء الفاقة.
الجماهير بالأصل تكره طوابير توزيع الأزمات، والإنتهازية التي تضع يدها على الصدر وتدفعك للخلف، لإحتلال القمة وسلب اللقمة وبعث النقمة وتسبب الحمى، تعيد ليل طويل من الزحف على الذراعين والركبتين، مطاردين بكلام فاقد ماء الجبين والوجنتين، بعصي المعصية والتنكر للنعمة؟!ّ ونرقب الأقزام تصعد بسرعة الرصاص الى صدر من فارق حياة الإستقرار والأمن والطمأنينة.
كثيرون من يحاولون تدوير مخلفات السياسة، وإنتاج وجوه بالية زائفة بمدح طفح زبد الضحالة والمهازل وإرتجاع القيم، لإصابة الشعوب بعدوى التشنج والتناصب، والتجويع الى تحت خط الفقر وسوء الإدارة الى حد التردي، ويصبح لا مفر من إرتجالية النساء، وتقعس تقاسيم وجوه الرجال، سوى الهروب ولعن التغيير وسيارات الدفع الرباعي وقضم الأصابع البنفسجية؟! وأن البصل والتمر والخبز، أفضل من مائدة حمراء منقوعة بالفساد تنهمر من تحت أفرشتها الدماء، وصرير تحركاتها على أنين الثكالى؟! وتقطع أكباد الأمهات؟! يسيل عليها لعاب السموم المنتشر في الرئات وحول الزفير الى نباح؟!
حربنا مع المتقولين مسألة وجود، تجاوزت حدود الإنسانية والأخلاقية، بعد زور الشهادة؟! وتهديد الشاهد ؟!وفقدان جثة الشهيد؟! وعدم معرفة مكان الإستشهاد؟! ولا عجب بعد أن صار الطبيب البيطري يرعى حقوق الإنسان، وبائع البيض والطيور خبير إقتصاد، وإستوزر الفاسدون بالمتملقين وشباب الفيس بوك، وجعبة الوطن الحزين مفتوحة تهيل عليهم أموال لإدارة الإستراتيجية الشخصية، كالمناشير يَقضمون ويُقضمون بلا هوادة، بدفع الناس من الظهر الى الذبح من القفا، وتقديم الرقاب الى السكاكين وطعماً للأسماك والوحوش؟!
ثورتنا من مهودنا الى لحدونا عقيدة وطن، ترمل مقلوع الجذور ينزح من حي لأخر بحثاً عن لحظة امان وبُعداً عن مأزق تمزيق المستهزئون.
خرجنا من حكومة الضجيج ودخلنا معترك العجيج، وزراء وبرلمانيون كانوا مصدر إزعاج وأزمات ونواطق بلا نطاق ولا منطق، يدافعون عن بقائهم في السلطة ورحلينا الى الهلاك، نواجه 5 ألاف موظف (فيسبوكي) للتسقيط وألاف الوظائف الوهمية والوكالات والعقود الفاسدة، وسوف يستهدف العبادي والحكيم والصدر، وكل ناطق بأسم العراق؛ لكن القافلة سوف تسير ولا نخشى نباح الكلاب إذا كان فيها ألف بليغ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك