المقالات

لماذا لم يسمح لبدر المجاهدة, أن ترشح وزيرا؟

1433 2014-09-17

لطالما لفتت أنتباهي, كتب التاريخ القديم, فمن الممتع أن تقرا عن الحضارات, ونظمها المختلفة.. كيف أن الانسان قبل الاف السنين, أستطاع أن يثبت وجوده؟ ويسخر الاشياء المختلفة من حوله؟ ليبني من البساطة, حضارة.. حضارة باقية, ولكنها لا تتمدد, بخلاف دولة البغاء والفساد, القائمة على قتل وأغتصاب النفس المحترمة. لقد تنعمت العوالم وأهلها بالعلم والمنجزات لهذه الحضارات, وبنت عليها وإمبراطوريات, حكم بعضها عدلا, وبعضها طغت, ونشرت اثما..

ومن اكثر الحضارات الباقية, تأثيراً بالنفس, حضارة وادي الرافدين, هي عنوان خالد للأصالة, تجد أثارها في أبعد البلدان, فقد عبرت سفن القصب العراقية, لأمريكا, وتبادل السومريين الشروكين(سكان المحافظات الجنوبية اليوم) البضائع مع بناة حضارة الآنكا(أقدم حضارة في قارة امريكا). وكذلك فعل الآشوريين, من طريق أهتمامهم بالتعليم والتدوين, لقد نشروا المعتقدات العراقية في كل أرجاء العالم. ولربما أصاب بعضهم لذلك الحقد, فنجدهم كالصوص يتحيزون الصدفة, ويتصيدون الفرص, لينهبوا ويخربوا.. وبخلاف هذا السبب, لا يمكن أن نبرر سبب هذا التكالب, ومحاولات التنكيل بالعراقيين, على مر العصور إلى الظهور..

فمن غزو وتخريب, لداعش تستمر الهجمات, ويتوالد الغزاة, لطمس الهوية, وسرقة فضل الانجاز, بحملات يائسة لتغيير التاريخ, والتلاعب بالديمغرافية السكانية.. تجنيس وتوليد نكاح, تهجير وتجنيس, ذبح وخطف, سلب وأنتزاع حقوق, سراق حضارة للدولة مدعين. اليوم السومريين والاشوريين, يتعرضون لحملة أبادة, وضرب تحت الحزام بحجة حقوق الانسان, كأن الضحية مسؤول عن أراقة دمه, وكأن المجرم السفاح, إنسان مهمش, يفرغ شحنات سلبية كبتها سابقا! تهريج, وتقسيم, أرضنا للأجانب ملعب, وللإرهاب مصنع بحقد تاريخي وطائفي. توافقات, على أساس عدم التكافؤ, بدوافع إشباع الرغبات المنحرفة, والتلذذ بسادية القتلة.

لا أعرف من في صالحه أن ينقرض البلد؟ تحقيقا للتوازن, ومتى كان التوازن, على أساس الغالبية المذهبية ضمن الاقاليم المجاورة, مباحا لإبادة حضارة؟  ربما فعلها سابقاً الاوربيين بُوفودهم غزاة على قارتي أمريكا, وأستراليا, ولكن هل من الممكن اليوم أن يفعلها الدواعش بنا اليوم, وأن يسمح لهم بترشيح وزيراً منهم للدفاع أو الداخلية يساندهم؟ هل الحكومة اليوم لأنها توافقية, معتدلة (حبابة) مجبرة على قبول أي شخص لهكذا مناصب سيادية؟ لا أعلم لماذا لم يسمح لبدر المجاهدة, أن ترشح وزيرا؟ ويسمح لشلة منافقة أن تفعل؟ هل هانوا السومريين على أنفسهم لهذه الدرجة؟ أم خافوا مع كل هذا الحشد الشعبي, وهذه الانتصارات, أن يضيعوا كما ضاعت آثار أشور في الموصل؟ فليتذكروا أنهم والعراق, ما كانوا ليكونوا, لو رضخوا يوما للغزاة والمعتدين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك