المقالات

صراع الديمقراطية والتغيير ،،،، العراق أنموذجا؟!

1301 2014-09-15

الجميع نادى بالتغيير ، والجميع حمل شعار ضرورة التغيير ، بالتأكيد هذا جاء بعد نادت المرجعية الدينية بهذا التغيير ، وجاءت هذه الأصوات التي تنادي بضرورة التغيير في الوجوه التي لم تجلب سوى الخراب للبلاد والعباد .
حمل السيد العبادي راية هذا التغيير ، وسار نحو تشكيل الحكومة ب(35) وزيرا ، وثلاث نواب لرئيس الجمهورية مع بقاء الوزارات الأمنية تدار بالوكالة ، وبقاء الوجوه نفسها التي كانت تدير البلاد لثمان سنوات لم نجني منها سوى الدمار ، وسيطرة الارهاب على نصف البلاد، وما حصل إنما هو تبادل ادوار ليس الا ، ويمكن تشخيص ان رجال المجلس الاعلى ووزراءه هم فقط من أخذ المعارضة طريقاً في التعبير عن رفضه لهذه السياسيات الانفرادية في الحكم .
الديمقراطية في العراق للأسف عانت وتعاني كثيرا امام التوافقات السياسية ، والتي أضرت كثيراً بالمشهد السياسي ، اذ هذه التوافقات أنتجت الفشل والتراجع على كافة المستويات الأمنية منها والاقتصادية بالذات ، لهذا الملاحظ على هذه التوافقات انها تحدت التغيير وأنتجت نفس الوجوه ولكن مع تجميل البعض منها او تغيير الأماكن لتظهر الصورة هي نفسها ولكن مع تغيير الألوان لايمكن لأي بلد ان يتطور ويتقدم بالتوافقات لانها نتاج سيء لأحد عشر عاما من الخراب والفساد ناهيك عن القنبلة المدوية في سقوط مدننا بيد الدواعش . 
هناك خطوات عملية من شانها إنقاذ العمل السياسي في العراق وإنقاذ ما تبقى من الديمقراطية الفتية ، اذ يصار الى استثمار الانقسام في الكتل الكبيرة وتشكيل كتلة اكبر ليس بالضرورة ان تمثل الشيعة او السنة ولكن المهم تكون هي الكتلة الأكبر في تشكيل الحكومة دون الوقوف على التوافقات السياسية التي أصابت العملية السياسية بالشلل اكثر من مرة ، وتكون هذه الكتلة هي من تشّكل الحكومة دون النظر الى إرضاء هذا الطرف او ذاك ، او استرضاء هذا المكون او ذاك ، او مجاملة هذا الشخص او ذاك من اجل مناصب غير متسقة مع الكفاءة والاختصاص . 
هذه الحكومة الجديدة وان كنا نبارك لها هذا الانقلاب الكبير على التسلط والتفرد بالسلطة ، الا اننا نسجل ملاحظات مهمة عليها أهمها :-
1). ربما بعض الوزراء هم أكفاء ، ولكن الأغلب الأعم هو جاء عن طريق هذا التوافق ، وعن طريق الاسترضاء لبعض الشخوص في الكتل الكبيرة المؤثرة . 
2) لما لن نستفد من فتوى المرجعية الدينية في ضرورة العمل على التغيير وإيجاد الوجوه الجديدة ، من اجل استرضاء وكسب الشارع المحتقن من عودة بعض الوجوه والتي ثبت فسادها في الحكومات السابقة .
3) لماذا لا يعتمد على الكفاءات ،هل هو عدم ثقة بهم ام ان الانتماء الحزبي هو الطاغي على الانتماء الوطني . 
4) اين مبدأ التخصص في العمل ، والأداء الحكومي ، فسبب سقوط الاتحاد السوفيتي هو اختيار الشخص المناسب في المكان الغير المناسب لهذا سقطت اكبر قوة عظمى في العالم في اجراء خبيث وانتهت حقبة القطبين ويبقى القطب الواحد أميركا . 
اذا أردنا ان نعتمد مبدأ الديمقراطية في بناء البلد علينا ان نتجاوز التوافقات ،لان الناخب اليوم اصبح يطالب بصوته اين ذهب ، والى من ذهب ، لهذا يجب البدء بإعداد دستور سياسي مبني على اساس الانتخابات وإفراز الكفوء من غيره ، والشعب يتحمل مسؤولية اختيار ممثليه في البرلمان او الحكومة . 
لهذا يجب إعطاء فرصة إلى النخب لا سياسيّة الجديدة أولا لصعودها إلى سدّة الحكم علما وأن هذه النخب يجب أن تكون على دراية تامة بالتلكؤ واللإخلالات والفلول التيّ حدثت في الدورات السابقة حتى يضعوها نصب أعينهم ويعتبروا منها. وثانيا لمُمارسة أنشطتها الجديدة كي تُرسي واقعا أفضل. وهذا فضلاً عن التغيير المستمر الذي يُعطي صورة تحذيريّة أو تنبيهيّة للمسؤول بأن نجاحه مرهون في عمله الذّي يقدّمه للمجتمع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك