المقالات

" الشراكة الوطنية وأسلحة الدمار الشامل!! "

1480 2014-09-13

في العقد الأخير من القرن الماضي، عاش العراقيون أسوء أيام حياتهم، التي يعجز عن وصفها الواصفون، وذلك من جراء أفتعال أزمة الحصار الأقتصادي على الشعب العراقي، لا لجريمة أقترفها، لكن بسبب سياسات حاكمه الأرعن، الذي جاء بإنقلاب عسكري ...
لم يختر الشعب العراقي رئيسه، الذي كان يمثل السلطة العليا في كل شئ وفق قاعدة " إذا قال صدام قال العراق " ، فلا قضاء ولا وزراء ولا أمناء إلا هو! ...
بأمرٍ مفاجئ من هذا القائد الأحمق، دخلت جلاوزته الى دولة الكويت, الجارة المسلمة الشقيقة!، فسرقوا ونهبوا، وقتلوا واستباحوا النفوس والأعراض!، كما تفعله الجماعات التكفيرية الأرهابية اليوم بالشعب العراقي، وبدا وكأنه مطمئناً!، آمناً من أن يُحاسب من المجتمع الدولي ...
إنتشر خبرٌ مفاده بأن صدام أخذ الضوء الأخضر من أمريكا وحلفائها!، ولم نكن نصدق ذلك ، لأننا كنا نرى ما يعرضه تلفزيون العراق من تحركات الجيش الأمريكي، ووصوله الى الخليج، ومطالبته المستمرة لصدام بالأنسحاب من الكويت، دون شرط أو قيد، ولكن الجهاز البعثي كان يروج بأن هذا مجرد كلام، وبأن طاغيتهم إتفق مع الأمركان للسيطرة على الخليج، ولحماية دول الخليج من إيران! ...
حتى اذا وقعت الواقعة، وقصف سلاح الجو الأمريكي (بغداد)، خرج القائد الأحمق بخطابه ليقول : "غدر الغادرون "، فصار من المعلوم أنهم خدعوه، للوصول الى مآربهم، وكاد أن يتم القضاء عليه، ولكن بتدخل سعودي تم تأجيل الأمر حتى إشعارٍ آخر ...

أصبح الموضوع معروفاً، فقد تركوه لينتقم من الشعب (الشيعة على وجه الخصوص) الذي ثار عليه، وبقي الحصار مستمراً، رغم أن هدام رضخ لجميع مطالبهم، وبالرغم من أنهم يعرفون بأن المتضرر الوحيد من الحصار هو الشعب!، ولكنهم أوجدوا ذريعةً كعادتهم لأستقطاب الرأي العام، وهي أن صدام يمتلك أسلحة دمار شامل!، فكانت هذه الذريعة سبب موت ودمار الشعب العراقي لمدة 13 عام! ...
بعد أحتلال العراق عام 2003 ودخول الأمريكان (بغداد)، وجدوا ما لم يكونوا يتوقعوه, فبالرغم من أن العراقيين كانوا فرحين بالقضاء على صدام، والخلاص من حكمه، إلا أنهم ضجرين من وجود الأحتلال، حيث تُرجم ضجرهم بمقاومة شرسة وعنيفة، رفع لها العالم قبعته إحتراماً ...
فأفتعل الأمريكان حيلة لتنجدهم سياسياً، بعد فشلهم العسكري في إنهاء المقاومة، وهذه الحيلة هي إيجاد(حكومة الشراكة الوطنية!)، ومع الأسف الشديد إنخدع أغلب السياسيين بهذه الحيلة، وأنطوت عليهم، فعاش العراق وشعبه، عقداً آخر أشد بأساً ودمويةً من العقد الذي سبقه ...
فتعساً لأمريكا، الشيطان الأكبر، وتعساً لحيلها المشرعنة الخبيثة، وتعساً للشراكة الوطنية التي كانت ستذهب بنا الى الدمار الشامل على يد الأحمق الأخير! والذي غدر به الغادرون أيضاً!...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك