المقالات

حكومة اصلاء وليس وكلاء..

1660 2014-09-13

مرت مرحلة صعبة طيلة الدورتين السابقتين، بعد التفرد بالسلطة، والتحكم بالقرار السياسي؛ وفق منهجية الأزمة، والفعل وردة الفعل، من غير تخطيط، أو رؤيا واضحة، أوصلت البلد الى شفى حفرة من النار، قرارات متسرعة،وطغى عليه قانون الشخصنة، ففشل فشلا ذريعا، ذاق العراقيين مرارته، منذ تسلط قائد الضرورة الأول، وكان الخلاص منه، ضريبة كبيرة دفعه شبابنا ومراجعنا، وعلمائنا، روت ارض الرافدين دمائنا، وبدأت تجربة الحرية، والقائد الجديد لم يتعظ من الذي سبقه، بل سار على خطاه، فكاد البلد أن ينهار بين ليلة وضحاها. لكن المرجعية وقفت بوجه الإرهاب، بفتواها، وأنقذت العملية السياسية؛ وحفظت الدماء والاعراض.

ما يميز حكومة الوحدة الوطنية، المشاركة الواسعة، والمقبولية، التي تضم كل المكونات، بادرة خير للمرحلة القادمة، وزرع الثقة، بين كل القوى الوطنية، والعمل كفريق واحد منسجم، يعمل على البناء وفق برنامج حكومي واضح، وهذا البرنامج وقع عليه جميع رؤساء الكتل، وضعت النقاط على الحروف، والشفافية سادت أروقة الحوارات، وتفكيك الازمات، وحلحلتها شيئا فشيئا، ووضع سقوف زمنية، تكون كفيلة بحل كل الخلافات، والتقاطعات، بين الكيانات السياسية.

اليوم التحالف هو من يفاوض، على خلاف المرحلة السابقة، شخص يفاوض يعطي التنازلات، ويوقع، ويوعد على ما يشاء، دون أن يلتزم للأخرين بوعوده. التحالف الوطني سيكون المرتكز الرئيسي للنجاح، بدعم رئيس الوزراء الدكتور العبادي، لأن نجاحه يعني نجاح التحالف، ووزراء التحالف مطالبون ببذل كل ما لديهم من جهد، لتجاوز هذه المرحلة الخطيرة، التي تمر على العراق، والمنطقة التي تعاني من خطر الإرهاب، كثيرة الشخصيات القوية مشتركة في الحكومة، وهذا حافز قوي، وجرعة تدفع الحكومة بقوة الى الامام، وهناك فرصة كبيرة للنجاح، من خلال التفاهمات والجلوس على طاولة الحوار، وحلها حلا جذريا، لكي تتفرغ الدولة للبناء.

الحكومة والبرلمان، هما المفاتيح والأدوات، لنجاح عمل البرلمان، بالإسراع بتشريع القوانين المهمة، وأما الحكومة مطالبة، بتنفيذ برنامجها الحكومي، خصوصا أن ما يميزها، أنها حكومة أصلاء وليست حكومة وكلاء، وهذه سمة نجاحها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك