المقالات

(ثقافة) الارهابيّين

1326 03:30:15 2014-09-12

في تحقيق لصالح المركز الخبري وصحيفة (الصباح) البغدادية، أعده الزميل عدنان ابو زيد، عن نوع (الثقافة) التي يتبنّاها (الارهابيّون) كانت لي المشاركة التالية:
لا ينتمي الارهابيّون الى الحاضر، والمستقبل عندهم مفقود، فهم يوغِلون في الانتماء للماضي السحيق، الى الجاهليّة، ولذلك تراهم يحاربون كل ما هو جديد بذريعة الانتماء للسلف، كما انّهم يكرهون الحضارة والمدنية.
إنّ ثقافتهم تعتمد الأسس المتخلّفة التالية:
اولا: انهم يحبّون الموت ويكرهون الحياة، ولذلك تراهم يفجّرون انفسهم بالأبرياء كالبهائم، وينشرون الخوف والرّعب في كل مكان، ويعلّمون الأطفال ثقافة القتل والتدمير والكراهية التي ورثوها كمنهج من أسلافهم، وكلّنا نعلم كيف سيطر الحزب الوهابي وبالتحالف مع ابن سعود، على بلاد الحرمين الشريفين، اذ كانت أدواته الغارات والقتل والتدمير التي ظلّ يشنّها على القبائل العربية وقتها حتى تمكّن من بسط نفوذه.
ثانيا: يتلذّذون بمنظر الدّم ويرقصون على أشلاء الضحايا ويفرحون لمعاناة الأبرياء، لان أرخص الأشياء ثمنا عندهم هو الانسان، فنراهم يكبّرون وهم يذبحون ضحاياهم، فيما يُخبرنا القران الكريم عن رحمة البعثة النبوية بقوله {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} وهل في الذّبح العلني المتوحّش أيّة رحمة؟.
ثالثا: احتكار الحقيقة فكل الناس على ضلال الا هم، وكل تفسير للإسلام خطأ الا تفسيرهم، وكل انتماء للدين خطأ الا انتماءهم، ولذلك تراهم يكفّرون الناس ويحكمون عليهم بالخروج من الملة، ولم يكتفوا بالأحكام النظرية فقط، وإنما رأيناهم يقيمون الحدود والتعزيرات بلا وجه حق ابدا.
رابعا: الانتقائية في تفسير القران الكريم، فيتبنّون الآيات التي يحققون بها رغباتهم المريضة ويغضّون النظر عن الآيات التي لا تصبُّ في مصالحهم الضيّقة، فهم بذلك مصداق واضح لقول الله عز وجل {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}.
خامسا: ولو قُدّر لهم استمرار السيطرة على المدن التي عاثوا فيها الفساد، كالموصل مثلا، لعادوا بها الى عهد القرون الوسطى، كما فعلوا بالمجتمع الأفغاني من قبل، فيحرّمون دراسة العلوم المعاصرة على الطلاب ويفرضوا على المجتمع علاقات بائسة أساسها التمييز والعزل على اساس الدين وغير ذلك، ولقضوا نهائيا على كل معاني الانتماء الوطني، لانهم يكفرون بمثل هذه القيم بالكامل.
كما انّهم يتعمدون إهانة المرأة فيفرضون عليها العزل والإقامة الجبريّة في المنزل والحيلولة دون المشاركة في الشأن العام بأية صورة من الصور، ويحرّمون عليها التعليم، فضلا عن انهم يدمرون الفن والأدب وكل ما يتعلّق بتراث الأمة.
انهم مخلوقات انطلقت من الجاهلية لتستقرّ في القرن الواحد والعشرين، لا يهدأ لهم بال قبل ان يعيدوا عقارب الزمن اكثر من () قرنا الى الوراء، واذا كانت الجاهلية تئد المرأة فقط، فانّ هؤلاء يئدون كل شيء، الحياة والعلم والحضارة والمدنيّة والتراث والمواطنة وكل شيء، ولذلك فانّ على العالم ان يتّحد من اجل القضاء عليهم، لانّ خطرهم ليس له حدود جغرافية ابداً، فهو قابل للتوسع والانتشار اذا تهاون معه العالم ولم يبال بما يحصل في العراق على يد هؤلاء المتخلّفين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك