المقالات

(ثقافة) الارهابيّين

1599 2014-09-12

في تحقيق لصالح المركز الخبري وصحيفة (الصباح) البغدادية، أعده الزميل عدنان ابو زيد، عن نوع (الثقافة) التي يتبنّاها (الارهابيّون) كانت لي المشاركة التالية:
لا ينتمي الارهابيّون الى الحاضر، والمستقبل عندهم مفقود، فهم يوغِلون في الانتماء للماضي السحيق، الى الجاهليّة، ولذلك تراهم يحاربون كل ما هو جديد بذريعة الانتماء للسلف، كما انّهم يكرهون الحضارة والمدنية.
إنّ ثقافتهم تعتمد الأسس المتخلّفة التالية:
اولا: انهم يحبّون الموت ويكرهون الحياة، ولذلك تراهم يفجّرون انفسهم بالأبرياء كالبهائم، وينشرون الخوف والرّعب في كل مكان، ويعلّمون الأطفال ثقافة القتل والتدمير والكراهية التي ورثوها كمنهج من أسلافهم، وكلّنا نعلم كيف سيطر الحزب الوهابي وبالتحالف مع ابن سعود، على بلاد الحرمين الشريفين، اذ كانت أدواته الغارات والقتل والتدمير التي ظلّ يشنّها على القبائل العربية وقتها حتى تمكّن من بسط نفوذه.
ثانيا: يتلذّذون بمنظر الدّم ويرقصون على أشلاء الضحايا ويفرحون لمعاناة الأبرياء، لان أرخص الأشياء ثمنا عندهم هو الانسان، فنراهم يكبّرون وهم يذبحون ضحاياهم، فيما يُخبرنا القران الكريم عن رحمة البعثة النبوية بقوله {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} وهل في الذّبح العلني المتوحّش أيّة رحمة؟.
ثالثا: احتكار الحقيقة فكل الناس على ضلال الا هم، وكل تفسير للإسلام خطأ الا تفسيرهم، وكل انتماء للدين خطأ الا انتماءهم، ولذلك تراهم يكفّرون الناس ويحكمون عليهم بالخروج من الملة، ولم يكتفوا بالأحكام النظرية فقط، وإنما رأيناهم يقيمون الحدود والتعزيرات بلا وجه حق ابدا.
رابعا: الانتقائية في تفسير القران الكريم، فيتبنّون الآيات التي يحققون بها رغباتهم المريضة ويغضّون النظر عن الآيات التي لا تصبُّ في مصالحهم الضيّقة، فهم بذلك مصداق واضح لقول الله عز وجل {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}.
خامسا: ولو قُدّر لهم استمرار السيطرة على المدن التي عاثوا فيها الفساد، كالموصل مثلا، لعادوا بها الى عهد القرون الوسطى، كما فعلوا بالمجتمع الأفغاني من قبل، فيحرّمون دراسة العلوم المعاصرة على الطلاب ويفرضوا على المجتمع علاقات بائسة أساسها التمييز والعزل على اساس الدين وغير ذلك، ولقضوا نهائيا على كل معاني الانتماء الوطني، لانهم يكفرون بمثل هذه القيم بالكامل.
كما انّهم يتعمدون إهانة المرأة فيفرضون عليها العزل والإقامة الجبريّة في المنزل والحيلولة دون المشاركة في الشأن العام بأية صورة من الصور، ويحرّمون عليها التعليم، فضلا عن انهم يدمرون الفن والأدب وكل ما يتعلّق بتراث الأمة.
انهم مخلوقات انطلقت من الجاهلية لتستقرّ في القرن الواحد والعشرين، لا يهدأ لهم بال قبل ان يعيدوا عقارب الزمن اكثر من () قرنا الى الوراء، واذا كانت الجاهلية تئد المرأة فقط، فانّ هؤلاء يئدون كل شيء، الحياة والعلم والحضارة والمدنيّة والتراث والمواطنة وكل شيء، ولذلك فانّ على العالم ان يتّحد من اجل القضاء عليهم، لانّ خطرهم ليس له حدود جغرافية ابداً، فهو قابل للتوسع والانتشار اذا تهاون معه العالم ولم يبال بما يحصل في العراق على يد هؤلاء المتخلّفين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك