المقالات

مُعجزة العمامة وشعوذة الأفندي..!

1316 2014-09-11

بعد إنتخابات 2014؛ كانت النتائج أسيرة الشعوذة التي مورست من قبل السلطان، وحريمه، وأبواقه، من خلال وسائل شتى، تتعلق بتوزيع العشوائيات، والمُنح، والوظائف، والتسقيط والتجريح، والشد والجذب، والتلاعب بالنتائج في عمليات العد والفرز، وخلق أزمات، كالفيضانات، والفوضى العارمة، والحروب المتأخرة في المناطق التي لاتلبي طموحاتهم في التصويت، بهدف الفوز بأغلبية ساحقة!
نتيجة الإنتخابات؛ كانت بمثابة كبوة وقعت على" المكَاريد" ممن تمسكوا بما دعت إليه المرجعية الرشيدة قبيل الإنتخاب، وضرورة التغيير، وإختيار الأصلح، ليلبوا نداء الأخيرة، وما حذرت منه، وسعت إليه، في رسم خارطة طريق جديدة، تنسجم ضمن آطارها جميع المكونات، والأطياف، وينتشلوا أنفسهم من القاع الوعر بالأزمات، والكبوات، نتيجة لسياسة"الأفندي" وقيادته للبلد نحو العار والشنار. 
طال الإحباط كثيراً حتى حضر التغيير، وأثبتت المرجعية إنها شمس تشرق، حتى وإن حجبتها الغيوم السوداء، وتشكلت الحكومة بعد مُخاض عسير، وسجالات عقيمة، بين دعاة( الإستحقاق الإنتخابي!) وباقي الكُتل، ويوعز سبب ذلك، إلى الرؤية بعيدة المدى لدى مرجعيتنا، والنجاح الذي حققه عرابو التغيير، بعد إن حافظوا على بنيان التحالف الوطني الذي كان عرضةً للإنقسام، والتجزئة، وجمعوا شتات البيت الشيعي من خطر التشظي، ليشكلوا الكُتلة الأكبر في مجلس النواب.
شُكلت الحكومة الجديدة، ومُنحت الثقة من قبل السلطة التشريعية، وتساقطوا عبدة المناصب واحداً تلو الآخر، وتشكل الفريق القوي المنسجم، ووضع مشروع بناء دولة عصرية عادلة أمام أنظار الجميع، ليستقطب الكفاءات، والإمكانيات بغية تحقيقها، لكن يبقى التساؤل يسبح في فلك السياسة، فهل التغيير كان معجزة، أم هناك من أتقن الفن الممكن في علم السياسة؟! 
زمن المعجزات؛ قد يكون خرافة في عالمنا الحديث، لكن هناك من يحقق أهدافه بعزيمته؛ رافضاً الإستسلام، ومُصراً على تحقيق مشروعه السياسي؛ قد يكون معجزة لدى كثير من القادة السياسيين ، فليس من السهل تذليل العقبات بِيد واحدة في ظل هذا المشهد القاتم، وأيُ فئة قليلة تصل نسبتها ألى(10%) في مجلس النواب، أن تُحقق ماعجزت عنه، فئة تفوقها عدداً كبيراً في المقاعد النيابية، في أن تكون جسراً لعبور مرحلة تشكيل الحكومة الجديدة، وعموداً أساسياً في بناءها من جديد!
لم نتوقع أن(29) نائباً يصنعون معجزة، في التشكيل الوزارية الجديدة، في وقت فياسي، ومتشعب بالجدل، نتيجة إرتفاع سقف مطالب الكتل السياسية، والمناكفات فيما بينهم، وأن يُثبتوا مشروعهم في بناء الدولة على أرض الواقع؛ لربما يعود السبب إلى الخلطة المذهلة للعيان؛ التي وضها الحكيم في تشكيل فريق منسجم، بكلمة واحدة، ورؤية مشتركة في إتخاذ القرارات!
تحققت معجزة" العمامة" وكان عرابو التغيير سبباً في تشكيل الفريق القوي المنسجم، وهانت المطامح المحتجزة طيلة السنوان الثمان المنصرمة، وإنتكس "الأفندي" وشعر بالدوار نتيجة الصدمة التي كان سببها أصوات التغيير بحناجر" المكَاريد" بعد إن فتح عليهم أبواب جهنم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك