المقالات

ضحكت وبعض من ضحكي البكاءُ:

1666 2014-09-09

أمس ضحكنا كثيراً أنا والمدام ونحن نتابع أخبار تشكيل الحكومة العتيدة، ووقوف الجميع يتبادلون التهاني والابتسامات المزيفة ويطبعون هنا وهناك قبلات بائسة في حالة يومية من النفاق السياسي والاجتماعي وعيونهم تترقب، ولم يدهشني وقوفهم لأداء اليمين الدستورية لانهم يعلمون كما نعلم أن لا قيمة حقيقية لها لها، فالوجوه الكالحة لم تتغير، 

ولكن الاكثر إضحاكاً هو وقوف ثلاثي النفاق السياسي المالكي وعلاوي والنجيفي وهم يؤدون اليمين ثم يتبادلون التهاني ويرسمون الابتسامات المزيفة وينافق بعضهم بعضاً، وقبل ايام قليلة كانوا يشتم أحدهم الاخر بكلمات بذيئة وسوقية لا يجيدها إلا اولاد الشوارع، ويتبادلون الإتهامات بالخيانة والعمالة والتآمر ومخالفة الدستوي مع كم كبير من التهديدات المبطنة والصريحة، فكيف صار المزيفون القتلة والمتآمرون أخوة وأحبة؟ 

هم يدركون تماما أن هذه مجرد إجراءات روتينية فالترشيح والقسم تراتيب يقوم بها ممثلون من الدرجة الاخيرة على خشبة مسرح مهترئة، وهم سيلفضون كل ذلك ويبصقون بمناديلهم هذا الاجراءات، ويرمون بهذه المجاملات المزيفة والقسم في سلة المهملات قبل خروجهم من قاعة البرلمان.
الحقيقة أشكر لهم إتاحة الفرصة لنا بالضحك لأننا ندرك أن كل عمليات الترشيح والمناداة على الاسماء والقسم إنما يعتبرها هؤلاء مجرد إجراءات ماكيافيلية في سبيل الوصول الى الكرسي والسلطة، وما يعني هذا وتلك من وجاهة وسطوة ومال وثراء وهذا الاخير هم المهم في العملية كلها، وقد قالها لي صراحة احد الوزراء في حكومة المالكي جاء الى لندن كي يستعرض نفسه أمام الجالية العراقية هنا وخاصة الأكاديميين، وكنا على مائدة شاي حين أقترب مني هامساً وهو يقول: (دكتور رحمة الوالديك إنته ليش منزعج أشو أنته والحمد لله عايش في لندن ودكتور وسمعة وإسم وعِلم، مو كفانا الضيم والقهر أيام صدام، خلي الناس تعيش وتاكل وتوصوص مو شبعنه قهر)!

ضحكت كثيراً وأنا أرى ذات السياسي والوزير السابق في حكومة المالكي ينادى علية في تشكيلة حكومة العبادي فينهض مبتسماً ليجلس مع من نودي عليه سابقاً وهو يوزع إبتاسمة هنا ونظرة هناك، فضحكت ملأ صدري، وقلت هنيئاً لك يا عراق.

مرة ثانية اشكر رئاسة البرلمان وتشكيلة الحكومة ولوسائل الاعلام في أنها أتاحت لنا فرصة نادرة للضحك والابتسام على الرغم من الموت اليومي والاخبار المزعجة على وكالات الانباء، وبعد يوم طويل من التعب قضيته في البحث والتحقيق العلمي ومراجعة عشرات المصادر والكتب. 
.............................
أ.د. وليد سعيد البياتي
المملكة المتحدة لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك