المقالات

سبايكر,, تخاذلٌ أم خُذلان

1695 2014-09-07

جريمة ألعصر سبايكر,, لا يختلف على بشاعتها عاقلان,لا من حيث عدد ألضحايا, ولا من حيث نوعية ألجريمة, أو أسباب تنفيذها.
ألناجين من ألمجزرة بأعجوبة, قصوا لنا قصص تقشعر لها ألأبدان, من موت جماعي, أو خيانة أخوةٌ لنا بألوطن,, أو من قياداتٍ باعت منتسبيها, ليتقربوا بها زُلفى إلى ذبّاحي ألعصر, مُدعي ألأسلام, حاملي لواءهِ ألملطّخ بدماء ألأبرياء, أو لعقدة نقص في نفوسهم, وشعور بألأنتصار لمظلوميتهم ألمزعومة.

لولا شجاعة ذوي ألمغدورين, وإرادةُ ألخالق, بنجاة ألبعض, ممن كتب ألله لهم عمراً جديداً, لما انكشفت أمامنا ألكثير من الحقائق.
ولكي يتهرب ألقادة ألأمنيين من مسؤوليتهم, بالتسبب في إزهاق أرواحٍ لاقت خالقها, لا لذنبٍ, إلا حبها لآل بيت نبيه, إتفقوا إن ما حصل في سبايكر, أشبه ما يكون بفاجعة جسر ألأمة, أي أن سبب الفاجعة, إشاعة فجرها ألبعض, مفادها؛ أن الضباط من أخواننا ألسنة, باعوا أبنائنا! مما أثار ألفوضى بين صفوف ألمأسوف على حياتهم, خاصة وأن القيادات ألأمنية, جردتهم من ألسلاح وألزي العسكري, ليخرجوا أفواجآ أفواجآ هربآ من موتٍ بخيانة آمريهم, وقاوموا كل محاولةٍ لمنعهم, بأندفاعهم كالسيلِ ألجارف إلى بوابة ألمعسكر المشؤوم, هربآ من ألخيانه وألموت, وطمعآ في ألحرية وألخلاص, من فخ مطبق من يدري؛ لعله كان أرحم من كابوس هروبهم, نحو ألحرية ألتي باتت كالسراب للعطشان, مازادهم ألركض إليها إلا عطشآ, لم ترويه أنهار دمائهم, لحد هذه أللحظة ممكن أن تُعقل ألرواية,! وقد يُتهم ألقادة بالتخاذل.

ولكن؛ أن يركض ألضحايا إلى حتفهم, لأن إخوة لهم عراقيين أوهموهم إنهم آمنين, وأنهم سيوصلوهم ألى أهليهم؛ هنا ألخُذلانُ بعينهِ, وهنا تموتُ ألأخوة, بعد أن يقدموهم إلى منصة ألمذابح, وألذباح عربيٌّ ناكرٌ للجميلِ خائن, أو شيشانيٌّ تائهٌ تحتَ تأثير حبوب ألهلوسة, أوعراقيٌّ طائفيٌّ مُتعطشٌ للدمِ.
هنا أقفُ حائرة أمام وصف ألجريمة, بعد خُذلان ألناصر, وأبن الوطن ألذي نفذَ ألجريمة بيد, وباليد ألأخرى ساعد جانٍ آخر على ألهرب, فجريمة ألخذلان أكثر وقعآ من التخاذل,وجرح ذيّ ألقربى أشدُ مضاضةً, ومطالبات ذويّ ألضحايا بالقصاص, لن تجد من يسمعها, لأنها ستنتهي إلى ما آلت إليه جثث أبنائهم, إما بمقبرةٍ جماعيةٍ في أحد ألوديان, أو مرمية في شط دجلة, كطعامٍ دسمٍ ل(حيتان) ألنهر و(حرشهِ).

وسيعودُ ألجناة ليتحركوا بيننا, بعد أن نزعوا ثيابهم ألملوثة بدمائنا, ولِثامهم ألعفن, ليعودوا بزيٍّ جديد يتيهون به بين ألناس, لتضيع دماء أبنائنا, فلا شاهد للجريمة غير رب رحيم, وملائكةٌ تشكو ألله مظلوميتنا, لن نسمع شهادتهم, إلا يوم يبعثون لنختصم بين يديه ألعادلة, في قضية حبٍ لآل بيت نبيهِ, وخُذلان ألناصر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك