المقالات

بليغ مواطن متحدثاً لكتلة المواطن..

1275 2014-09-05

البلاغة كلمة شائعة معروفة في اللغة العربية, وهي من تراثها الرصين, شاع استعمالها في أغلب كتب الأدب, مع كلمة الفصاحة؛ كأنهما توأمان لا يفترقان, ذُكرت في القرآن الكريم, أكثر من مرة, منها قوله تعالى" فَأَعرِض عَنهُم وَعِظْهُم وَقُل لَهُمْ في أَنفُسهِم قَوْلَا بَلِيغاً" وهو أصدق القائلين.
الشخص البليغ, صياد ماهر للمواقف, يعرف كيف يحول الضد الى المضاد, ويتصف بحُسن الإشارة, ووضوحِ الأمر, وبُعدِ البصر, كما أنه قوي الحجة, زاخر المعرفة بالموضوعات, الذي يناظر فيها.

في مقالي هذا لست بصدد التمجيد, أو التخليد لشخص معين, ولكن للحق رجاله؛ فما مر على مسامعنا, وما قراناه في الآونة الأخيرة, من تنكيل وتهجم غريب بأسلوب سوقي, على رجل اُختير ليصبح ناطقاً رسمياً عن ائتلاف المواطن, فكان من محاسن الصدف, أن يكون اسمه بليغاً, ولسانه بليغاً فصيحاً, فاجتمعا سوياً, ليكّونا مواطناً متحدثاً بالحق عن كتلة المواطن.

قبل الغوص في كتابة هذا المقال, كنت ابحث في لقاءاته المرئية, والمسموعة والمقروءة, عن سبب يجعلني أُغير رأيي بهذه الشخصية؛ ولكن ما استوقفني فيه, أنه يمتلك رؤيا مبنية على أساس رصين, وحجة لا يملكها أكثر المتحدثين للكتل السياسية, فالسكون والهدوء في كلامه أدهشني!, وأنا مجرد مشاهد, أو مستمع, أو قارئ, فكيف بالذي يجلس معه ويناظره؟!, في الحقيقة وقفتُ لحظة, وعدتُ بالنظر فيما قرأت عنه, من تهجم وتهكم, ونسب ما لا ينسب لشخص كأبي كلل, فقررت كتابة هذه الأسطر الخجولة, للدفاع عمن يستحق الدفاع.
حواره متحضر دون المساس بالخصوصيات, مع موهبة في حسن اختيار التوقيتات للإجابة, فهو كائن يتصرف بأخلاق اللحظة والموقف!, والآخرون لا يمتلكونها.

من هنا نستنتج, أن بليغاً أبا كلل هو درسٌ يُدرَّس في البلاغة, وأن كل مَنْ يحاول المساس بشخصه, سيكون دافعه الحقد والكراهية؛ لنجاحه الدائم في جميع لقاءاته, ولرصانة ردوده وعدم جريه خلف العواطف, أو الابتعاد ولو للحظة واحدة عن الفكرة والمضمون, مهما حاول المناظرون بجره عن مخرجات الحوار الوطني, وإيصاله الى أُتون الفوضى والصراع الكلامي الفارغ, لكنه يثبت لهم كل يوم, إنه تلميذ بليغ لقائد بليغ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك