المقالات

طف سبايكر بين الخذلان والصمت

1383 2014-09-04

مجزرة العصر، التي أذهلت جميع الحقوقيين، مئات القتلى من الطلبة الأكاديميين، ذبحوا كما تذبح الأغنام، لم يرتكبوا أي جريمة، فكانت وقعا عظيما في تاريخ المجازر، والألم يعتصر القلوب، والعيون تكاد تدمع دما، فالصدمة لا تزال سيدة المواقف، وجل الساسة صامتون، لم يحركوا ساكنا، جراء ما حدث من هذه المذبحة الكبيرة .

ليس من الغريب، أن تتشابه الأحداث بين الحين والآخر، فالتاريخ قد حدثنا سابقا عن جريمة حدثت في العاشر من محرم؛ أجل واقعة الطف الأليمة، التي قتل فيها الحسين عليه السلام وأهل بيته وصحبه، بعدما قطع الماء عنهم لثلاثة أيام متتالية، وعشرات الألوف تجمعوا لمقاتلة ما يقل عن المائة، الجريمتان تتشابه، فالقتلة هم نفسهم الذين ارتكبوا المجزرتين، وإن اختلف الفاعلون .
الغريب في القصة، إن الطلبة حصلوا على إذن بالذهاب إلى أهاليهم، في حين البلد يعيش في حالة طوارئ قصوى، فالأوامر صدرت من كبار الضباط، هنا تساؤل يطرح نفسه، فما حدث من سيطرة تنظيم داعش على المحافظات الستة، كان الطلبة على علم بما جرى، هذه الملابسات تشير إلى تواطئ على مستوى كبير.

العديد ممن نجوا من هذه الواقعة، رووا ما حدث لهم، أثناء مغادرتهم لمعسكر سبايكر، العشائر تنتظركم عند بوابة المعسكر، لكي يخلصوكم من داعش، قولوا لهم أنتم من أي محافظة، كي يأخذوكم إليها، لا تقلقوا إنهم معكم، لكن المفاجئة حدثت والتي لم تكن بالحسبان، فعند السيطرة على الأسرى وأحكام القبض عليهم، رفعت أعلام داعش، والمصيبة قد جرت في حينها، اقتيدوا إلى المذابح مثلما تقتاد الشاة، أسم رب داعش يعلو الأصوات، فرب المغدورين بريء مما فعلته هذه العصابة الإرهابية .

المجتمع الدولي الذي ينادي بحقوق الإنسان لزم الصمت وكأن لم يحدث شيئا، فالمقتولين من الأغلبية التي يصادر حقها منذ أمد بعيد، فبمجرد تهديد داعش بقتل وتهجير المسيحيين والصابئة، انتفضت الدول العظمى منددة بما سيحدث، ولكن ضحايا سبايكر ليسوا بشر، ولا ينتمون إلى الإنسانية أصلا، ذنبهم أنهم من الأغلبية التي هي أقلية سياسية في الواقع المرير، ولا يخفى إن العالم أيضا، تغاضى عما حدث في قطاع غزة المحاصر، فالصدفة ليست بالغريبة، أرقام الضحايا تتقارب هنا وهناك .

صمت وسائل الإعلام المخجل، التي أخذت على عاتقها نقل ما يجري بكل مصداقية وشفافية تامة إلى العالم، لكنها تغاضت عن نقل الفاجعة للرأي العام، ربما هنالك من يرغمها على السكوت، فالحكومات الداعمة لتنظيم داعش، لا ترغب بكشف جرائمها .
القضاء العراقي، أين هو مما يحدث؟ لماذا لا يفعل شيئا؟ الحكومة التي من واجباتها الحفاظ على حياة المواطنين، القيادة العامة للقوات المسلحة متى تخرج من صمتها؟ البرلمان الذي يعتبر مشرعا ومراقبا !!! أسئلة وأسئلة تكثير والإجابة غائبة عن المتسائلين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك