المقالات

قَدَمُ واشنطن بالفلقة

1385 2014-09-04

خيراً تفعل الولايات المتحدة الأميركية وحليفاتها الغربيات عندما حثّت الخطا مؤخراً في الحرب على الارهاب بعد ان لامست ناره قليلا من ذيلها.
ولكنها لم تفعل خيراً ابداً اذا ظلّت تلف وتدور حول المشكلة من دون ان تلجها في العمق والمتمثل بتجفيف منابعه التي تتغذى من نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية تحديداً وكذلك قطر.
ان التحرّك الدولي ضد الارهاب في العراق تحديداً سيساهم في القضاء عليه وتغيير السياسات العامة للأنظمة التقليدية الحليفة الى واشنطن والتي تدعم الارهاب بالبترودولار وبفتاوى التكفير التي تنشر الحقد والكراهية والاعلام التضليلي الذي يغسل أدمغة الشباب والأطفال المغرّر بهم ليتحوّلوا الى بهائم تفجر نفسها لتقتل الأبرياء.

وأضفت في حديث على الهواء مباشرة لقناة (العالم) الفضائية في النشرة الإخبارية الرئيسية:
ان من المحيّر بمكان عندما نسمع زعماء الغرب وكذلك بعض الكتاب والمثقفين وهم يتحدثون عن الارهاب في المنطقة فيحاولون خلط الاوراق وكأنهم لا يعرفون على وجه التحديد منبعه الحقيقي.
انه الفكر الوهابي التكفيري الذي يرعاه نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، من خلال الحلف غير المقدّس الذي عقده الطرفان على قاعدة القتل والذبح كما ورد ذلك في كل مصادر التاريخ العربية والأجنبية.
انّ على الولايات المتحدة ان تبدي جدية اكبر في الحرب على الارهاب، لان خطره بات يقترب منها ومن حليفاتها اكثر فاكثر، خاصة بعد ان اتضح لهم جميعا بان المئات من رعاياهم جُنّدوا في التنظيمات الإرهابية التي تقاتل في العراق وسوريا تحديداً.
ولا يمكن للولايات المتحدة ان تكون اكثر جدية بهذا الامر ما لم تتخذ خطوات عملية متسارعة للحد من الدعم بكل أشكاله الذي يقدمه نظام القبيلة للإرهاب وتنظيماته، كما أشارت الى ذلك صحيفة (الانديبيندنت) البريطانية قبل يومين.

كما ان عليها ان تضع النقاط على الحروف في حربها على الارهاب، فلا تظل تخلط الامور، فتقارن بين ما يجري في سوريا وبين ما يجري في البحرين مثلا، وهو أمرٌ لا قياس فيه ابداً ابداً، فبينما في البحرين شعب ثائر أتحدى ان تُخبرنا كل اجهزة استخباراتهم انها رصدت متظاهراً واحدا فقط غير بحريني يشترك في ثورة الشعب في البحرين، فيما تجمّعت جراثيم العالم من الاتجاهات الأربعة في سوريا لتقاتل هناك على أمل ان يحضروا مأدبة غداء او عشاء مع رسول الله (ص) في الجنة!!!.

وفي البحرين لم يتدخل احد لنصرة الشعب المظلوم لا بمسمّيات التغيير ولا بشعارات حقوق الانسان والقيم الأميركية في الحرية والديمقراطية وما الى ذلك من الشعارات البراقة، اما في سوريا فقد تجمّعت الإرادات حتى المتناقضة منها بعدّها وعديدها، بالمال والسلاح والنشاط السياسي والديبلوماسي المدعوم بالقرارات الدولية وكل ذلك لمساعدة السوريين على إقامة الديمقراطية!!! على حد زعمهم.

أتحدّاهم ان ترصد أجهزتهم الاستخباراتية إرهابيا واحدا فقط لا غير فجّر نفسه في العراق او حتى سوريا ينتمي الى غير الفكر التكفيري (السني) فلماذا كل هذا التجاهل للحقائق؟ ولماذا كل هذه المكابرة والسعي لخلط الاوراق؟ الا يفهم الغرب بان مثل هذه المحاولات تعقّد الامور اكثر فاكثر وتطيل من أمد الحرب على الارهاب؟ الّا الّلهم انّهم يتعمّدون ذلك لحاجة في نفس يعقوب يريد قضاها!.
ان على البيت الأبيض وبقية مراكز القرار الدولي تعديل اتجاهات البوصلة في الحرب على الارهاب، ولابد لهم من تسمية الأشياء بمسمياتها، والا فانّهم سيخسرون تعاطف الشعوب مع ضحاياهم.

ان قرار الرئيس اوباما ارسال وزير خارجيته وكذلك وزير دفاعه للمنطقة (لدعم المشاركة الإقليمية في الحرب على الارهاب) على حد زعمه، لا يتطلب اكثر من حديث صريح مع زعماء نظام القبيلة وكذلك مع الزعماء الأتراك وفي العمق، وقليل من العين الحمراء والأوامر الرئاسية، فهو يعرف افضل من غيره ان هذه الأنظمة مهترئة الى أقصى حد، ولذلك فهي تخاف الريح اذا هبت عليها فكيف بالعاصفة خاصة اذا كانت أميركية؟!.
لا ينبغي ان تجامل واشنطن نظام القبيلة على حساب مصالحها الاستراتيجية، فالارهاب بات اليوم يقف على الأبواب وبرأيي فان رأسين مصلوبَين يكفيان كإشارة الى ذلك، فالرأي العام الدولي لا يتحمل الثالث!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك