المقالات

داعش وانتهاء مرحلة التسوق من مول العراق

2096 2014-09-03

كل صراع جديد ينشب في المنطقة, يؤدي إلى ظهور جماعات اشد تطرفا, وكفرا, من سابقاتها, فبعد الصراع على السلطة في سوريا, ظهرت عدة جماعات متناحرة, ثم ما لبثت هذه الجماعات, أن توحدت في ثلاث جبهات متقاتلة, هي: النظام السوري, والجيش الحر, والتكفيريين.
الدعم الذي قدمه حزب الله وإيران, للنظام السوري, أدى إلى قلب الطاولة على تركيا وقطر, وحلفائهم. تقدم النظام السوري مستعيدا الكثير من الأراضي, أضعف خصومه من الجيش الحر, والتكفيريين, ومستوليا على أسلحتهم, فكانت الحاجة هنا إلى مرحلة جديدة, لتجهيز التكفيريين خاصة, بالعدة والعدد.
اجتماع روحاني و أردوغان, الذي لم يفضي إلى نتيجة ترضي تركيا, كمفاوضة عن الطرف التكفيري ومن يدعمه, لغرض دفع إيران للتخلي عن الأسد, وتنصيب من يوهمون الرأي العام العالمي بأنهم ثوار, وأصحاب قضية, فجاء الأمر للظلاميين بالتحرك, إلى العراق واحتلال الموصل, وبالتعاون مع أطراف داخلية, استولت داعش على أسلحة الجيش العراقي, الذي كان يحتفظ بما يقارب ثلث ترسانته الحربية في الموصل.
صدام كان لا يفتح مصنع تزيد إستراتيجيته وأهميته, عن مصنع طابوق, في المناطق الشيعية, كي لا ينقلب الشيعة يوما وينتفعوا من مخزون هذه المصانع, من المواد الخام والمنتجات, وأيضا لعلمه المسبق بإستراتيجية تقسيم العراق, لأنه هو من المنفذين الرئيسين والمباشرين, لهذا المشروع, فعندها يحصل الشيعة على معامل الطابوق والبيبسي, فيما تقع منشاة نصر ومصفى بيجي, وغيرها في المناطق السنية. 
الاحتفاظ بهذه الكمية من الأسلحة, في منطقة متخلخلة امنيا كالموصل, ومع العلم مسبقا بوجود الخيانات الدائمة, من المتعاونين مع داعش والخونة, يدفعنا إلى التساؤل عن حجم المؤامرة, ومن يشترك فيها من القادة العراقيين, سواء ساسة المنطقة الخضراء أو غيرهم.
لسخرية القدر فان داعش عائدة إلى سوريا, مدججة بالدبابات والمدرعات, وكل أنواع الأسلحة والذخائر, للمرحلة الثانية من القتال في سوريا, ولكن عراق قبل هذه الأحداث, لن يعود كما كان, فمجزرة سبايكر, والخيانات التي حصلت من إيواء لداعش, وتسليح وتعاون, وعلى أعلى المستويات, يجب أن لا تمر دون عقاب.
أم عفا تعالى عما سلف, فتمر هذه الجرائم كسابقاتها, فالساسة العراقيين عبئوا أرصدتهم بمبالغ جيدة, وقتلة العراقيين سوف يذوبون في المجتمع مرة أخرى, فيحصلون على تعويضات ورواتب وتقاعد, بانتظار المرة القادمة التي يدخل فيها أي عدو للعراق, للتعاون معه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك