المقالات

آمرلي .. ستاليغراد العراق..

2349 2014-09-02

صاحب الحق لا يُهزم, وسينتصر, هذه هي الحقيقة التي نؤمن بها إيماناً مطلقاً, ومن هذا المنطلق كتبَ رجالنا الأبطال في آمرلي انتصاراتهم, بأحرف من نور, سيذكرها التاريخ, وكيف لا وأنهم تصدوا للهجمة البربرية التي ألمت بنا, من وحوش المصانع الأمريكية, والصهيونية, والخليجية.
ثمانون يوماً, وآمرلي محاصرة من جرذان الصحراء, وأفاعي الغدر, وهي واقفة بكل عزة وإباء, لأنها مؤمنة بأن علي بن ابي طالب (عليه السلام), واقف معها.

رسمت امرلي لوحة مطرزة بالإيثار, حين جعلت من الحصار سُلمَّاً للنجاح, ومن الجوع وسيلة للكفاح, ومن الصمود طريقاً للنصر, وتصدرتها العزيمة والإرادة, لحياة حرة كريمة, لوحة على شكل رسالة كونية عملاقة, ذات أهداف روحية عظيمة, الى كل الساسة, لتعلمهم معنى التضحية من أجل العِرض والأرض, لا السعي نحو المكاسب الفانية, التي يلهثون ورائها, متناسين العراق وتربته الطاهرة. 

البداية الحقيقية لهزيمة داعش, واتضاح صورتهم الهزيلة, وحجم خذلانهم, كلها من جراء صبر أبناء امرلي, وهي صامدة شامخة في غاية العنفوان, والرفعة, فقوة تصديهم كانت مؤثرة, كالزلزال الذي ارعب (البعبع), وحطم الصورة التي رسمت لداعش, على أنه قوة لا تُقهَر, هكذا هم أبناء آمرلي, ينبوع زاخر بالحكمة, والشموخ, والحرية, وطاقة جبارة أمدت الى باقي المدن والقرى, بمشاعر الفرح والنصر, لأنهم تاريخ حي, ووثائق لا تموت أبداً, تعيش مليئة بالحياة, طالما حيينا.

رسالة واضحة وعالمية في نفس الوقت, أرسلها الأبطال في آمرلي الى كل الساسة, وكانت كلماتها, علوية حسينية, مفادها يمكن أن نخسر معركة, ولكن ألا نخسر الحرب كلها, وهكذا تعلمنا منها الدرس جيداً, حين ارتفعت مقادير الغيرة حَدّ السماء وانتصرت, وأنها ستكون بداية النهاية لداعش الأجرامي, وفكرهم التكفيري.

آمرلي ستغير مجرى الأحداث, في المعركة الدائرة مع الزمرة التكفيرية, لأنها الصاعقة التي أحرقت داعش, وأصبحت طريقاً للنصر, وسيسير عليه الجميع.  رغم أنه كانت هناك ازمة ضمير, في التعامل مع واقع آمرلي الخطير, الذي مرت به, فالجزء الذي لا يعرفه الآخرون, أن صمود أهلها بوجه الحصار المفروض عليهم, ذكرنا بالحصار الألماني على مدينة ستالينغراد الروسية, في الحرب العالمية الثانية, وحينها عدت ملحمة العصر, بعد أن قدمت أنموذجاً رائعاً للصبر, والمقاومة بوجه القوات النازية الفاشية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك