المقالات

أين مختار العصر؟

2272 2014-08-31

منذ انهيار جيش مختار العصر أمام خوارج العصر في العاشر من حزيران الماضي, لم تعد تسمع سوى أنباء المجازر والمذابح والسبي والإستعباد. فمع إحتلال تنظيم داعش لمدينة الموصل دخل العراق في عهد جديد أبرز سماته سقوط هيبة الدولة, واشتداد النزاعات الطائفية, وبدء عهد جديد من المذابح تذكر باحداث القرون الوسطى التي عاشتها اوروبا عندما إندلعت شرارة الحروب بين البروتستانت والكاثوليك.

وكان اول ضحايا الإرهاب في الموصل الأقليات من شبك ومسيحيين وإيزديين وشيعة. حيث اعقب دخول التنظيم للمدينة موجة من التطهير الديني والطائفي توجها التنظيم حينها باحتلال مدينة تلعفر التي تقطنها غالبية شيعية. وبلغت المجازر ذروتها عندما أعدم تنظيم داعش وبدم بارد 1700 طالب في قاعدة سبايكر الجوية, ليعقبها إحتلاله لمدينة سنجار التي تقطنها غالبية إيزدية, حيث تعرضت لأبشع عملية قتل وسبي واستعباد بعد عمليات الأنفال التي نفذها النظام الصدامي في الثمانينات من القرن الماضي.

وبرغم كل تلك المجازر غير ان مختار العصر لم تهتز شعرة في رأسه! والكل يتسائل اليوم أين أنت يا مختار العصر, يا أيها القائد العام للقوات المسلحة وياوزير الدفاع والداخلية ويا رئيس الوزراء؟ ولكن لا حياة لمن نتادي! فمختار العصر اليوم ليس بصدد الثأر لشهداء مذبحة سبايكر, ومختار العصر ليس بصدد تحرير سبايا الإيزديين, ومختار العصر لايهمه احتلال نصف العراق, فمختار العصر أصبح اليوم كالنعامة التي تدس رأسها في التراب عند إشتداد الأخطار ظنا منها ان لا احد يراها!

فالمختار ترك الثأر من الدواعش, لأنه مشغول اليوم بالثأر ممن حطموا آماله في الولاية الثالثة! فهو يخطط اليوم للثأر من المجلس الأعلى ومن الصدريين وحتى من حزبه ومن الكرد كما هوديدنه طوال سنوات حكمه. فهو لم يثأر من البعثيين الذين أعادهم الى أجهزة الدولة وسلمهم مراتب عليا في الجيش والأجهزة الأمنية , ومختار العصر عفا عن رموز البعث كالمطلك ومشعان وغيرهم, غير أنه كان أسدا على الشيخ صباح الساعدي وعلى طلبة العلوم الدينية وعلى الكرد عندما قطع رواتب موظفي الإقليم.

فهل يستحق بعد كل هذا لقب مختار العصر؟ ام إنه أبو رغال العصر؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك