الواجبات الدينية والأخلاقية والمهنية (خصوصا مدرسة أهل البيت), تحتم على رجال الدين تبيان كل ما يخص أمور البلاد والعباد, من عبادات ومعاملات, للدنيا والآخرة, وعدم التهاون والمداهنة والمحاباة والتملق, فوظيفتهم من اخطر الوظائف, لما يترتب عليها من تضليل وضلال, وعقوبات إلهية وفساد في الأرض, بالنسبة للعالم والمكلف.
العالم أما مرجع له حق إصدار الفتاوى, عن طريق استنباط الإحكام الشرعية, من القران والسنة النبوية الشريفة, وأحاديث النبوة وأهل البيت عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام, أو مبينا للإحكام الشرعية ومذكرا بها, عن طريق التوعية بإلقاء المحاضرات والمقالات والكتب وما إلى ذلك.
الشيخ نمر النمر فعل كما يفعل علماء الدين والمشايخ, ولأنه عهد على نفسه ألا ينطق إلا بما يرضيه تعالى, أدى ذلك به إلى الصدام المباشر مع حكام السعودية من آل سعود. ومن المعروف عن الشيخ النمر كثر بحثه ومحاضراته فيما يخص العقل البشري, ووجوب استخدامه بالشكل الصحيح, لما له من أهمية تميز الإنسان عن الحيوانات الأخرى, لم يرق ذلك لآل سعود, لأنهم يكرهون النمر والمدرسة التي ينتمي إليها, التي تدعو إلى استخدام وتحكيم العقل, وإنما يريدونه والآخرون كما الوهابية والسلفية, من مدرسة ابن تيمية, التي تدعو إلى طاعة ولي الأمر ولو كان فاسدا أو مجانباَ للصواب.
فنتج عن هذا الصدام بين الحق والباطل, أن تعرض النمر للاضطهاد الديني والسياسي, إلى أن أطلق عليه النار فأصيب, ثم رمى به النظام في غياهب السجون, كما فعل فرعون بيوسف عليه السلام, وهارون بالكاظم عليه السلام, واليوم بعد مرور أكثر من ألف يوم على اعتقال النمر, ستتم محاكمته, وبعد مطالبة الادعاء السعودي بحكم الإعدام بحق النمر, كان حقا علينا جميعا أن نهب لنصرة النمر وما يمثله من حق.
إن سكوت الشيعة خصوصا والإنسانية عموما, عما يجري في بلد قطع الرؤوس للشيعة والشيخ النمر, هو تجسيد للضعف والذل والهوان, وهو تمهيد وموافقة على مزيد من القتل والإرهاب, الذي تدعمه السعودية في كل مكان, وخاصة في العراق, يجب الوقوف بوجه المد الوهابي السلفي, الذي يسعى آل سعود لنشره لتعميم كلمة النعم للحاكم في كل الأحوال.
https://telegram.me/buratha
