المقالات

آمرلي تدافع عن عفتها

1225 2014-08-21

بلدة غافية على وادي كور دره، الذي يقسمها إلى نصفين، إدارياً تتبع إلى قضاء طوزخرماتو، وتبعد عنه حوالي30كم، سكانها ينتمون بالأغلب إلى الديانة المسلمة الشيعية، يتكلم سكانها اللغة التركية الخالصة، التي احتفظوا بها منذ 14 قرناً، حينما أتى جدهم الأكبر المنحدر من عشيرة البيات اوغوزخان ايمور بن داغ خان، لباسهم الشائع طشقندي الأصل، ومهنتهم الزراعة الديمية.

يمتزج عشقهم لوطنهم وأرضهم، امتزاجا عميقا مع الدم، فمهنة الزراعة لها تأثير في نفس الإنسان الزارع، تزيد تمسكه بأرضه، رغم أنهم في السنين الماضية، اعتمدوا على حفر الآبار، لشحة الأمطار.

ورغم بساطة الإمكانيات، وضيق ذات اليد عسكرياً واقتصادياً، والحصار المفروض عليها من الجهات الأربعة، تأبى هذه البلدة الشريفة بأهلها، إلا أن تقاوم القتلة الغزاة، ولم تستثنى هذه المدينة الصامدة من مفخخات المجرمين، على طول الفترة منذ سقوط اللانظام العفلقي وللان، المستوصف الوحيد في الناحية لا يلبي الطلب والحاجة، معارك شرسة يخوضها أبناء الناحية، وحالات الوفاة بين الأطفال والنساء والشيوخ هي الأكبر.

كل هذا والمدينة تأن تحت وطأة حصار أنجاس وحثالات الأرض، وما برح الإخوة السياسيون يشجبون ويستنكرون، التبرعات جمعت من الخيرين، على مختلف أنواعها، طبية،غذائية ومالية، والوزارات المعنية، قصرت أيما تقصير في إيصالها، وتستغيث فلا تغاث، الأهالي الغيارى وبالتعاون مع بعض كتائب الدفاع الجوي، الموجودة بالناحية، مازالوا يقاومون، ما يزيد عن عشرين ألف إنسان معرضون للموت، ليس قتلا بيد الكفرة الدواعش، بل من الجوع والعطش والمرض.

مقاومون أبطال، جسدوا أروع المواقف، مستلهمين من الإمام الحسين عليه السلام الصبر والصمود، كل هذا والعالم يتفرج، والحكومة تشجب وتدين، والبرلمان يقف تضامناً، ويبدوا إن العالم لا تهزه دموع أم العصابة و(الخاراطالي و الصاية) ، ولا تهز مشاعره دماء ولد (الملحة الخايبة).
إن هتك ستر آمرلي فكلنا مسؤولين، إن فقدت شرفها فكلنا معنيون، إن لوث ثوبها الأنجاس، فكلنا مشتركون بصمتنا عن الجريمة، ولن ينفعنا حينها الأسف، لن ينفعنا عض الأصابع ندماً، وستكون دموعنا دموع التماسيح على الضحية، ارفع راسك وانصر آمرلي، بدل أن تدسه في التراب مثل النعامة، انصرها ولو بكلمة أو دعاء، آمرلي لا تدافع عن عفتها فقط، آمرلي تدافع عن كل الشرف العراقي، آمرلي تستنصركم، فهل من مجيب..سلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك