المقالات

في الذكرى الثامنة لانتصار حزب الله


بعد أن مرت الشعوب العربية بمرحلة الدكتاتوريات العسكرية التي حكمتها بعد الحرب العالمية الثانية وأطروحاتها الاشتراكية القومية وديمقراطياتها البوليسية وتنظيراتها النصف ماركسية، ودبجت لعقولها كتب القذافي الخضراء وسبيل عفلق للضلالة وطريقنا الخاص في بناء الاشتراكية، والقبور الجماعية للمؤمن!! (أبو حلا).

ارتأت هذه الشعوب أن تضع ثقتها بالإسلام السياسي الذي بقي ينبض منذ انهيار الخلافة العثمانية الذي أخمدت أنفاسه عنوةً على يد نظم الوراثة الدكتاتورية. وقد كانت حاضنات هذا التيار مهيأة من حيث درجة الحرارة والرطوبة التي عليها دهاليز النضال السري المتخمة بالقواعد الجماهيرية ممن لجأ إلى هذا الخيار ظناً منه أن من يرتقي منابر الإسلام السياسي هو خليفة رسول الله (صله وسلم عليه وآ ) وسيكون أكثر عدالة ورحمة . وكان لسيماهم من أثر السجود رسالة طمأنة وإقناع للشعوب العربية بأنهم في مأمن وعلى حصانة من تاثيرات الدولار الأمريكي وهي تجهل أن القيادات الدينية التي أعدها الموساد وال سي آي أي أضعاف مما تخرج على يد الصحابة والسلف الصالح !

فامتطت هذه القيادات الإسلامية الربيع العربي ولوت عنانه باتجاه جهنم داعشية واضعة نصب أعينها جملة من الأهداف على رأسها الشيعة وشارع الهرم والأقليات القومية والدينية وتقويض الديمقراطية التي من أجلها انتفض الشعب وأخذت تفرض الإتاوة من خلال الجزية والزكاة وفدية المخطوفين والسطو على المصارف والمال العام والبترو دولار السعودي القطري لغرض تمويل ترسانتها وتنظيم ميليشياتها .
وقد حلت مشكلة شارع الهرم من خلال الاستعاضة عنه بزواج النكاح واستحلال أعراض المخالفين كونهم غنائم حرب وسبايا وخارج الملة ما داموا خارج بيعة أمراء المؤمنين الإسلاميين من خريجي المخابرات المذكورة أعلاه .

وبعد هذا الاضطراب المدمر أفصح راسب الطين عما في قراراته وغاياته في استهداف النسيج الاجتماعي وتأجيج الطائفية وتدمير البنية التحتية والقوة العسكرية والاقتصاد الوطني وجعل أشلاء العالم الإسلامي رهينة بيد مشايخ الخليج وفتاوى التكفيريين الوهابية لضمان أمن وسلامة الكيان الصهيوني الذي أيقن لأول مرة منذ اغتصابه لفلسطين عام 1948 أن دباباته وطائراته وفرقاطاته وقفت عاجزة أمام مقاومة حزب الله في الجنوب اللبناني . فانفتق ذهنه عن تشكيل ميلشيات تعاكسها في الاتجاه والهدف والمذهب وتشبهها في أسلوب القتال تناجزها في الميدان وتحرف اتجاه نضال الجماهير من صراع عربي إسلامي ضد الصهيونية إلى صراع شيعي سني مهدت له بريطانيا باختراعها المذهب الوهابي منذ القرن الثامن عشر الميلادي واحتضن فيما بعد من قبل إسرائيل و أميركا . .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك