المقالات

"العبادي" فسحة أمل

1680 2014-08-16

ترقبنا ظهيرة الأثنين بشغف؛ كل شيء يسير بِبطء، حتى عقارب الساعة، كأِنها تراقب المشهد هي أيضاً، وتوقفت عن الدق! ولم نعد قادرين على تحمل السجالات العقيمة، وإثارة التكهنات بين محبي هذا وذاك، في معرفة من سيتولى منصب رئيس الوزراء؛ فالتغيير، ربما يكون معجزة؛ والأخيرة حضرت بتولي" العبادي" هذا المنصب بعد ترشيحه من قبل الكُتل المنضوية داخل التحالف الوطني، والكُتل الاخرى.

لم يكن تكليف العبادي، مجرد إملاء فراغ سياسي، بعد إرتفاع وتيرة الجدل داخل التحالف الوطني، وأنما كانت هنالك مقبولية، وتوافقية، عن شخصية رئيس الوزراء الجديد، فهذا بحد ذاته نجاحاً يُحسب للقوى التي ساهمت في توثيق التداول السلمي للسلطة، والرغبة في تغيير المناخ السياسي المتعكر طيلة السنوات الثمان، والجو المشحون طائفياً، والذي أصاب جسم الدولة من قدميه حتى النخاع، بأمراض سياسية هددته بِبتر بعض أجزاءه، ولايزال يعاني خطر التهديد. 

قد تعافى الحكومة في حقبة " العبادي" شريطة، أن تكون الكابينة الوزارية بعيدة كل البعد، عن التحزبية، والتحاصص، وإعتماد أناس مهنيون في تولي إدارة الوزارات، وترشيق الحكومة، وتشكيل فريق قوي منسجم، يضم كافة المكونات، والإستفادة من تجارب الفشل في الحكومات السابقة، وكيفية التعامل مع مجتمع متعدد الطوائف، والأديان، ووضع الحلول الفورية، سياسياً، وعسكرياً، لتطهير محافظات تعيش في هذه اللحظة زمن العصور البدائية؛ جراء وطأت عصابات داعش، وشريعة الدم التي تمارسها، في حكم الخلافة، والبيعة للخليفة(المنفيس) الجديد! قد تكون صناعة الأمن مُعجزة البلاد برمتها، ونتيجة الفشل المتوالي، لازالت صناعته مزيفه، ولازلنا غارقين في وحل الدماء، فهل يلعب العبادي دور المُنقذ هذه المرة، وينجح سياسياً، وعسكرياً في كسب الحرب، وتحرير الأراضي التي بحوزة عصاباتِ داعش؟! 

مُهمة" العبادي" في رئاسة مجلس الوزاء الجديد، ليست بالسهلة، بل هناك موجات من التحديات، والأزمات، تتطلب تكاتف القوى السياسية، والإبتعاد عن ثقافة الإنتقام، المتوارثة من الحكومات السابقةهذه الثقافة لاتجدي نفعاً أبداً، بل تكون ضراً، في جعلنا نتصارع في دومات الزعيق، والموت، حتى تأتي حكومةٍ جديدة أخرى، وكأن شيء لم يكن؛ لنبقى( نفس الطاسة ونفس الحمام) ولم يتغير شيء في واقعنا المرير!

قد يكون تكليف" العبادي" فسحة من الأمل، ينتظرها العراقيين، فهم يترقبون التشكيلة الحكومية الجديدة، التي قد تلبي طموحاتهم في العيش بأمن وأمان؛ أو قد تجعلهم يتباكون على ما قبلها، لكن حتماً سيكون لديهم بصيص أمل، فالتغيير ورقة ليست خاسرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك