المقالات

أخسرت الحرب يا سيادة الرئيس؟!,

1521 2014-08-15

أحداث سريعة مرت على العراق, رغم طابع التأني والحذر, في اختيار خليفة لنوري المالكي, في رئاسة الوزراء, وهذه الخطوة جاءت مناسبة, كي تنتشل البلد من الضياع والتقسيم, وإعادته الى جادة الصواب, ولمِّ الشمل, ليكون عراقنا موحداً خالياً من القتلة, والمنافقين المنادين بالطائفية.
أغلب القادة الذين تعاقبوا, على حكم العراق, بلا تاريخ, لأنهم لم يقرؤه جيداً, أو يفهموا جغرافيته, ووطنيته, ومواطنته, لذا تجدهم فاشلين في قيادة البلد. 
كل الكائنات على الأرض لها طريقتها, في التفاعل والتعايش, مع البيئة المحيطة بها؛ ويتغير سلوكها حسب الظروف الطبيعة, وكل من لا يستطيع التكيف, يعتبر في عداد الهالكين, وهذه الحالة تتطابق تطابقاً تاماً مع السياسة, لكونها حالة غير مستقرة, ومناخها متغير, لأننا في زمن تدور فيه الأحداث دوران الفلك, ويحمل في طياته, وبين دقائقه آلاف القضايا والخفايا.
ما يجري في العراق دليل واضح, على أن السياسة متذبذبة ومتقلبة فيه, فالخلافات السياسية, هي مناكفات ومهاترات شخصية, قاسمها المشترك المصالح والوعود الزائفة, للوصول الى الغاية المرجوة؛ على حساب وحدة الوطن والمواطن المظلوم, لأن القتل, والترويع, والتهجير, والسبي, باتت عناوين متصدرة للمشهد السياسي, وخطاباتهم الرنانة, ودعواتهم الكاذبة, وممارساتهم للهواية المفضلة (التهديد والوعيد), ليست أكثر من وجه آخر, للسياسة في بلد العجائب.
لقد تغير المناخ السياسي, على بعض الكتل والأحزاب, وأصبح قاسياً جداً, بعد ان مر عليهم ربيعاً, لمدة ثماني سنوات متتالية, حينما كانت ذات سطوة ونفوذ, مما جعلها تفاجئ من هذا التغيير, لاسيما التصرفات الهستيرية, التي بدت واضحة داخل المحيط السياسي, فأصبحت هذه الكتل منبوذةً من جميع الشركاء, وتقف على هاوية الانهيار, ومحصلتها الهلاك.
خسارة دولة القانون ليست بعدد المقاعد, وجميع الأحزاب والكتل متفقة على هذا الأمر, وإنما بنفاذ رصيدها الشعبي والإقليمي؛ بسبب تخبطات الحكومة, ما جعل المرجعية الرشيدة تتدخل, لهذا خسرت الحرب يا سيادة الرئيس, فرئاسة الوزراء, وحكم البلاد والعباد بين يديك, لدورتين سابقتين, أثبت فشله, ولا يوجد ما يشفع لك.
تقبل الخسارة نصف الدواء, والنصف الثاني الاعتراف بالخطأ, وهي فضيلة تحسب للشجعان.
إذا كانت المصائب لا تواجه إلا بالصبر, لتخفف الرزايا, فنحن والصبر لا نفترق أبداً, لكونه مفتاحاً للأجر, وطريقاً للفرج, وكشعب مظلوم أصبح من الطبيعي له, أن يرى حكامه مصابين بجنون العظمة, وعشقهم الغريب للدكتاتورية.
(فالعظماء ولدوا ليقودوا شعوباً عظيمة)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك