المقالات

خيارات المالكي

1825 2014-08-12

هل يظن المالكي ان بإمكانه ان يعيد عقارب زمن العملية السياسية الى الوراء فيلغي، مثلا، تكليف البديل لرئاسة مجلس الوزراء، بهذه الاستعراضات التلفزيونية والخطابات الثورية؟.
اخشى انه بذلك يضيف خطأ الى أخطائه الكثيرة فيزداد عليه ثمن الفاتورة التي سيدفعها ان عاجلا ام آجلا.
وأضفت في حديث على الهواء مباشرة لبرنامج (عالم المساء) لقناة بي بي سي الفضائية قبل قليل؛
ما الذي يتصور ان بإمكانه فعله بعد ان تخلت عنه طهران؟ وهل بوسعِه فعل شيء من دون (/) الشيعة وكل الكرد وكل السنة ومن دون واشنطن وطهران؟.
ماذا بوسعه ان يفعل اذا تخلى عنه الناطق الرسمي باسم حزبه، المكلف الجديد بتشكيل الوزارة الدكتور حيدر العبادي؟.
اخشى عليه من اللعب بالنار، فالبلد على كفّ عفريت لا يحتمل المزاح في هذا الظرف العصيب.
ان أمامه احد ثلاث خيارات:
الاول: ان يعلن فورا تأييده للمكلف الجديد بتشكيل الحكومة، وبالتالي تأييده لخيارات كل الشركاء في العملية السياسية، ليحافظ على المتبقي من سمعته السياسية وما بقي من ماء وجهه.
الثاني: ان يذهب الى المعارضة يقود تحت قبة البرلمان المتبقي من كتلة دولة القانون.
الثالث: ان يبدي احتجاجه على ما حصل، فيستقيل من كل شيء وينسحب من العملية السياسية برمتها.
شخصيا، لو كنت مكانه، لاخترت الخيار الثاني، وذلك لسببن:
الاول: التزاما بعنوان حملته الانتخابية التي رفع فيها شعار (حكومة الأغلبية السياسية) وإذ تبيّن واضحا بانه فشل في تحقيق هذا الشعار، فليس من الحكمة بشيء ان يلتحق بركب حكومة شراكة وطنية، والتي اعتبرها في كل حملاته الانتخابية بانها سبب كل المشاكل والأزمات التي تعصف بالبلاد.
وبذلك فسيصدُق هذه المرة مع نفسه ومع ناخبيه على الأقل، وكذلك مع ابواقه التي ظلت تملأ الشاشة الصغيرة على مدار الساعة تبشّرنا بحكومة الأغلبية السياسية. 
الثاني: انه خبير في طرق وضع العصي في عجلة الحكومة، بعد ان ظل مجلس النواب، ولدورتين دستوريّتين، يفعل ذلك ضد حكومته، حسب ما ظل هو شخصيا يعلن ذلك كلما واجه فشل او اخفاق وأراد تبريرهما.
والأمر اليه، الا ان الامر الذي ليس بيده، هو ان ليس بوسعه ان يعيد العملية السياسية الى الوراء حتى للحظة واحدة.
كما ان زج الجيش والقوات المسلحة في اللعبة السياسية أمر مرفوض جملة وتفصيلا، لان ذلك يعد جريمة في ظل الديمقراطية، خاصة وان قواتنا المسلحة الباسلة مشغولة الان بالحرب على الارهاب، فكيف يجيز لنفسه إشغالها عن ذلك بزجها في لعبة الكراسي؟.
اخيرا، أهمس في أذنه وأقول:
لتحمد الله تعالى اننا في ظل الديمقراطية، والا، لتعامل معك الجماعة بطريقة اخرى، وما تجربة الطاغية الذليل صدام حسين ببعيدة عنا، والعاقبة للمتقين. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك