المقالات

المأساةُ سببُها التّهاون

1365 2014-08-11

في تقرير اعلامي أعدّه الزميل عدنان ابو زيد لصالح شبكة الاعلام العراقي، عن الحصار الذي يضربوه الارهابيون على (آمرلي) وبقية مناطق التركمان الشيعة في محافظة الموصل؛ كانت لي المشاركة التالية:
لشدّ ما يستغرب المرء كيف ان الدولة العراقية، بمختلف مؤسساتها، أغفلت مناطق التركمان في محافظة الموصل، فلم تحرّك ساكنا حقيقياً للدفاع عنهم وحمايتهم كل هذه المدة من الزمن؟ فيما كان واضحا للعيان، ومنذ البداية، انهم سيتعرّضون الى مثل هذه المجازر التي يرتكبها اليوم الارهابيون، لانهم محاطون بالجماعات التكفيرية الإرهابية التي ظلت تتربص بهم الدوائر للانقضاض عليهم، ولذلك فليس اعتباطا عندما دعوت في ( كانون الاول ) بما نصه:
[ينبغي إصدار التشريعات اللازمة الكفيلة بحماية التركمان، وإذا كانت الحكومة عاجزة عن حمايتهم، فلابد من سلوك احد طريقين:
فاما تشريع قانون الدفاع عن النفس، الدفاع الذاتي، وفتح باب التطوع الشعبي لكل من يريد المشاركة في حماية الدم التركماني، او طلب الحماية الدولية، كما فعل الكرد في بدايات التسعينيات من القرن الماضي عندما تعرضوا للإبادة الجماعية، ولم يتمكنوا من الدفاع عن انفسهم بأنفسهم.
ان التركمان بشر، ومن حقهم حماية انفسهم من الإبادة الجماعية بأية وسيلة قانونية ممكنة، وطنية ذاتية او دولية، لا فرق، وان استمرار نزيف الدم التركماني بهذه الطريقة ينذر بعواقب وخيمة، فأين نواب التركمان في البرلمان والحكومة؟ اين أحزابهم السياسية؟ ام {ران على قلوبهم}؟.
ان القضية بحاجة الى جهد وطني شامل، تشترك فيه حتى المرجعية الدينية ومنظمات المجتمع الوطني].
هذا ما قلته وقتها، واليوم أكرر النداء مرة اخرى، وقبل فوات الاوان، وأقول:
لازالت واشنطن تحركت بقوة في شمال العراق للدفاع عن الأقليّات المظلومة والمضطهدة التي تتعرض لحرب الإبادة الشاملة على يد الارهابيين، لذلك ينبغي التنسيق معها ليشمل تحركها العسكري والإنساني مناطق التركمان كذلك.
لماذا لا تتحرك مؤسسات الدولة العراقية إلاّ في الوقت الضائع؟ لماذا لا تستشعر الخطر، أمنيا واستخباراتيا قبل وقوعه؟ لماذا لا تتعامل مع هذه القضايا الأمنية الخطيرة قبل استفحالها؟ وقبل ان تصل الى مرحلة الحصار من قبل الارهابيّين؟ او عندما تقع المأساة وتحصل المجزرة؟ لماذا تُستَغفل في كل مرّة وتُؤخذ على حين غرّة؟ الى متى تظل تتعامل مع المآسي التي يتعرض لها شعبنا، خاصة الأقليّات المستضعفة، كقضايا إنسانية وليست قضايا وطنيّة عليها واجب حمايتها ولها عليها حق الدفاع؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك