المقالات

الدستور...رحمه الله

1507 2014-08-08

يتفق كل الفقهاء على قاعدة (لا اجتهاد مقابل النص) وعندما انتهت قبل قليل مهلة () يوما الواردة في نص المادة () من الدستور بشأن تكليف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الاكثر عددا لتشكيل الحكومة، يكون ساسة العراق قد خالفوا أقدس عقد اجتماعي يربط العلاقة فيما بين مؤسسات الدولة العراقية، من جانب، وكذلك فيما بينهم وفيما بينهم وبين الشعب، من جانب آخر.
بناءاً عليه:
اولا: لا يجوز الاجتهاد امام هذا النص الدستوري بأي حال من الأحوال، بمعنى آخر، ليس بوسع احد ان يجد ما يعيد تفسير النص، ابدا، كما انه ليس بوسع احد ان يتهرب من المسؤولية، فهُم كلّهم خرقوا الدستور وتجاوزوا عليه بالتأكيد.
ثانيا: من الان فصاعدا سألقم اي سياسي، أكان نائبا في البرلمان او عضوا في مختلف سلطات الدولة، كالرئاسات الثلاث او القضائية او ما أشبه، سألقمه حجرا اذا سمعته يلقي محاضرة عن الدستور وتوقيتاته وما أشبه، او يتفلسف برأسنا، وعلى رأسهم دولة رئيس الوزراء المنتهية ولايته، فهو ليس من حقه، من الان فصاعدا، ابدا ان يحدثنا عن الدستور او يحتجّ به في أية قضية من القضايا، لان فاقد الشيء لا يعطيه واللص لا يؤتمن على مال، أوليس هو الكتلة البرلمانية الأكبر؟ فهو، اذن، يتحمل المسؤولية الأكبر كذلك.
ثالثا: لقد اثبت اللاعبون الكبار بان الدستور بالنسبة لهم كالطين الصناعي الذي كنا نستخدمه في درس الرسم (الفنية في مدارس الإناث) يشكلون منه الأشكال كيف يشاؤون، وهم بذلك لم يختلفوا كثيرا عن الطاغية الذليل صدام حسين الذي كان يتساءل متهكما عندما يجري الحديث عن القانون (وما هو القانون؟ انه قصاصة ورق اكتبه بيدي، ومتى ما شئت أمزقها وارميها في سلة المهملات).
رابعا: على العراقيين ان يتحملوا المسؤولية أمام هذا الخرق الدستوري الفاضح، فان فصلا تشريعيا يبدأ عهده بخرق دستوري من العيار الثقيل لا يبشّر بأيّ أمل ابدا، ولنتذكر جميعا بان دولة بلا دستور او بدستور على الورق فقط لهي دولة فاشلة، فالديمقراطية لا تبنيها الشعوب بالفوضى او بقوانين الغاب ابدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فائز محسن
2014-08-08
اين رجال التحالف الوطني ؟ لماذا هذ االسكوت المطبق ؟ مجرد تساؤل ؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك