المقالات

" داعش والمومياء "

1550 2014-08-08

عندما خلق الله الطبيعة جعلها ازواجاً اثنين اثنين (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الرعد : 3]) يعني وجود الشئ وشريكه المكمل له ، ووجدنا ذلك ظاهراً في العلوم الطبيعية ، ففي الرياضيات مثلاً لبرهنة نظرية ما نذهب لبرهنة نقيضها (المعكوس) ، وهكذا في البايلوجيا والكيمياء والفيزياء وبقية العلوم الاخرى فأنت ان وجدت شيئاً فما عليك الى البحث عن نصفه الاخر لبعث الحياة فيه ...
من ذلك جعلت المرأة المكمل للرجل والعكس صحيح ايضاً ، فلم يستطع الرجل ولم تبعث فيه الحياة الى مع المرأة ومنها ... 
كذلك عندما اشار الله الى مسألة جعل الازواج في مكونات الطبيعة بَيّن تفرده بالوحدانية ونفي الشريك وذلك لسبب ظاهر وواضح (َما اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) المؤمنون) ، يتضح ان هذه الازواج من غير الممكن ان تستمر على وتيرة واحدة (لعلا بعضهم على بعض) ومن ذلك حصل الصراع والتنافس والحركة فكان سببا في تطور الانسان والحضارة .....
ولكن الله والانسان النقي لم يرد من قول (لعلا بعضهم على بعض) علو الاستعباد ولا التحكم بمصير الاخرين والعيش تحت ظل قانون الغاب انما اراد التطور الذاتي والخارجي .....
من هذا عندما وجد الرجل بطبيعته الجسمانية القوية وامكانياته الجسدية المختلفة و(علا) على المرأة فهذا لا يعني انه علا عليها لأن ذلك استحقاقا له ونقصاً فيها ، ان هذا المفهوم (احتقار المرأة) مفهوم خاطأ ولا نجده الا في المجتمعات المتخلفة .....
وبعد ان بدأت المرأة بأخذ دورها الحقيقي وانها نصف المجتمع ، ظهرت لنا " داعش " لتعيدنا الى الماضي السحيق لتجعل من المرأة مومياء ، أي جسداً بالياً بلا روح وتتعامل معها على انها سلعة بيد الرجل يقضي من خلالها حاجته !! ...
ان فعل داعش معنا الأن فعل فرعون مع بني اسرائيل قبل موسى (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ [البقرة : 49]) والأن تفعل بنا بني اسرائيل ما فعله فرعون معها عن طريق داعش فلعل الله يبعث فينا موسى أخر كما بعث فيهم سابقاً لينقذنا مما نحن فيه .....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور حسن محمود
2014-08-08
النتانه الداعشيه والخربطه ابو بربش البغدادي ملك الشطرنج الصهيو سعودي انتهت صلاحيته سيلحق بالزرقاوي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك