المقالات

دراما النازحون على مسرح النواب

1175 2014-08-07

غريبةٌ هي جلسة النواب الأمس تحت السقف البرلماني؛ لما تضمنته من مشاهد درامية نذرف عليها الدمع، وسرعان ما يتلبدنا الحزن في بداياتها، ربما لم نشهد جلسةِ برلمان كهذه، في إثارة العواطف، فالقصص التي تناولها النواب، مُحزنة فعلاً.
مسألة النازحون، إحدى المتناولات الأساسية في الجلسة، والتي لم تدخل جانب الإنحياز، والتطرف في الرؤى، بالعكس؛ الجميع كانت أراءهم، ومداخلاتهم، متشابهة الى حدٍ ما، في إدانة الأعمال الإجرامية للدواعش، والوقوف بجانب النازحون، ومساعدتهم في معيشتهم، للرفع عن كاهلهم أعباء الحياة القاسية، كما أنها لا تخلو من الدراما، فهنالك بكاء للنائبة" فيان" طيلة الجلسة، حتى بحَ صوتها من البكاء والصراخ، وتضامن النائب" محمود المشهداني" مع دموعها وصراخها، وآذان تستمع بِتمعن لما يقال بين أروقة البرلمان من آراء، وحلول. 

تضمنت الجلسة، حلول ناجعة وضعها النواب، كان من بينها: حضور من تقع على عاتقهم إدارة الملف الأمني الى البرلمان للإستجواب، ووضع النقاط على الحروف، وكذلك تخصيص جزء من رواتب النواب لمساعدة العوائل النازحة من بطش داعش، وضرورة التحريض الدولي ضد جرائم عصابات داعش، وأعمال الإبادة، والتهجير التي تمارسه بحق الأبرياء العُزل. 

مضت دورتين على مجلس النواب، ربما لم نشهد كهذه الجلسة، و كهذا التوحد في الأراء؛ فكم جميلاً لو شهدنا في الأيام المُقبلة جلسات كهذه، تتوحد بها الكلمة، وتتخذ فيها السُبل الكفيلة، وتكون بدايتِها خير، وختامها مِسك! كم جميلاً لو يتوافق الكتل في تشريع القوانيين المُعطلة دون سجالات عقيمة، ومشادات قد يدفع فاتورتها العراقيين! 

قد يتفق الكثير من المراقبين، على أن الكثير من النواب، قد حاول إبراز عضلاته، وفتل شواربه، على أنه المميز بين النواب بمداخلاته، وآراءه، إلا أن هذه لا يمنع في تعريف الجمهور بهويته، وثبوت قدرته في القيادة، والحنكة السياسية التي يتمتع بها.
بدايات الدورة الجديدة للنواب، كانت موفقة الى حدٍ ما، بإختيار رئيس جمهورية، ورئيس برلمان، ووضع حلول ناجعة للخروج من عنق زجاجة الأزمات، فهل سيجتاز عقبة إختيار رئيس وزراء، أم نعيش هذه المرة بِدراما تبكينا بدل الدموع دماً؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك