المقالات

السيد السيستاني خيار الأمة ولا لسقيفة المالكي


ليس فقط مرجع ديني للشيعة، وأنما كان أمين للأمة عامة بكل طوائفها وأعراقها، ولم يكن للعراق فحسب وأنما لكل العالم، فلا حاجة للمزايدة على حرص السيد السيستاني، ولا حاجة لتقديمه على الأخرين أو تقديم أحد عليه، ويكفي فخر أنه تلميذ الإمامين الحكيم والخوئي، وبعد أن ثنيت له الوسادة بزعامة الحوزة العلمية، فقد سار على منهجهما الأبوي ونظرتهما أتجاه العراق، كونها أرض الأنبياء والأوصياء، وعاصمة دولة العدل الألهي، لذا وقف موقف الزعيم والمرشد والقائد، الذي وضع مصلحة العراقيون نصب عينيه بعدما آلت الأمور للأنهيار والفوضى بعد التغيير النظام عام 2003، فقد حفظ الأرواح وحمى الممتلكات، ووضع الأسس الصحيحة للعراق الجديد، فقد حدد المبادئ العامة لبناء الدولة، ونظام الحكم وشرع الأنتخابات بقوله (الصوت أغلى من الذهب)، وبارك تشكيل الإئتلاف العراقي الموحد، نبذ الطائفية والفرقة وحرب المدن، بعدما أرادها هكذا تكون أعداء الوطن، ودعم بكل قوة تقوية النسيج الوطني والأجتماعي.

ولكن بعدما بدأت الأمور تأخذ منحى حزبي وفئوي حذر من سرقة منجزات الشعب العراقي ومصادرة حقوقه، حتى أغلق بابه بوجه الساسة المفسدين، وأكتفى بمتابعة الأحداث والأمور العامة للبلد، الأ أن في الأنتخابات البرلمانية الأخيرة، ولحساسية الموقف وما يمر به العراق من تحديات أمنية وتخبط سياسي، بدأ يصدر البيانات الواحد يتلو الأخر، ويسندها بالأرشادات والتوجيهات الأسبوعية، وقد شخص الأمور وأعطى الحلول، الأ أن الظروف التي مرت على المجتمع والأساليب التي مورست مع المواطنيين، لم تساهم في أنجاح مخطط المرجعية الدينية في مرحلة الأنتخابات، الأ أن سماحته أفصح للأمين العام للأمم المتحدة، وما أعلن في صلاة الجمعة من توجيه بعدم التشبث بالمناصب وأختيار شخصيات للرئاسات تحظى بالمقبولية الوطنية الواسعة، كانت واضحة ويعن بها أصرار المالكي على خيار الولاية الثالثة، التي سقط ثلث العراق بيد عصابات داعش الأرهابية، بسبب السياسات الطائفية وتفشي الفساد وهيمنة فئة معينة على مقدرات العراق تحت ظل حكومة الولايتين للمالكي، وتأتي مطالبته بالثالثة مستندة لخطة خلق مواجهة بين أنصار المرجعية الدينية وأتباع المالكي الذين وقعوا تحت طائلة التظليل الأعلامي والأساليب الملتوية التي أستخدمتها المؤسسات الحكومي.

الأ أن هذه الفئة التي يراد لها أن تتحرك في المدن العراقية تحت شعار (المالكي خيارنا) تصتدم بحقيقة أن المالكي هو خياركم، ولكن منصب رئاسة الوزراء من حصة الشيعة التي يتزعمها السيد السيستاني، الذي أنقذ العراق من الدمار الوشيك بعد أنهيار الجيش أمام داعش، وأصبحت المبادرة بيد المرجعية العليا بعدما تقدمت جموع المجاهدين لساحات الحرب في تخاذل واضح لأتباع المالكي من المشاركة، فأذن بأي وجه حق يكون المالكي مقدم في الخيارات أمام السيد السيستاني الذي أختارته الأمة بمراجعها وشخصيات وطبقاتها، فلا أعتقد أن أصوات المالكي التي يتحدث فيها قادرة على أن تؤسس لسقيفة جديدة يتقدم فيها أبا بكر وعمر على رأي وموقع نائب الإمام صاحب الأمر عج، فالعراق ليس بحاجة لسقيفة جديدة ولا لراشدين مفسدين بوجوه جديدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك