المقالات

انتكاسة الموصل .. ولعنة المرجعية

1487 2014-08-05

قبل الانتخابات طالبت المرجعية الدينية ومعها الشارع العراقي بمعظم اطيافه بالتغيير، ولكن لم يحصل هذا التغيير حيث حازت دولة القانون على المركز الاول من اصوات الناخبين سواء بالاقتراع او بطرق اخرى معروفة او غير معروفة ....
حدث هذا قبل الانتكاسة الكبرى للعراق في اجتياح داعش والتنظيمات الاجرامية للموصل ومناطق اخرى من العراق ، فكانت هذه الانتكاسة بمثابة لعنة المرجعية ازاء النتائج غير المرحب بها للشارع العراقي وللمواطن العراقي الذي يريد الامن والاستقرار بعيدا عن المهاترات الحزبية والتهميش والنفس الديكتاتوري للحزب الحاكم ..مع الاسف .

وبعد الانتكاسة العسكرية الكبرى تعود المرجعية ومعها أغلب العراقيون الى المطالبة بالتغيير ، طبعا دائما المقصود بالتغيير هو تغيير رئيس الوزراء الحالي السيد نوري المالكي الذي ومع الاسف ينتهج سياسة لا تليق بدولة ديمقراطية تحررت للتو من عقود من الظلم والديكتاتورية والاقصاء ، ونحن لا نزايد على وطنية الرجل ولكن طبعه والحاشية التي من حوله تحول دون انتهاجه سياسة وطنية خالصة ! وهنا ضغطت المرجعية بقوة هذه المرة من اجل احداث التغيير ، التغيير بكل معانيه السامية من اجل اصلاح الخلل وعودة العراق الى الدول التي تبغي التطور والازدهار ، حيث دعت المرجعية وهي صمام الامان للشعب العراقي وللوطن والتراب العراقي دعت الى عدم التشبث بالسلطة ، وهو طبعا كلام موجه بالدرجة الاساس الى دولة القانون والى المالكي بالذات ، والاكثر من ذلك اخذت المرجعية العليا بنشر الاخبار التي تسوقها وتحللها الوكالات الخبرية بان المقصود من هذا التغيير وعدم التشبث بالسلطة هو المالكي وليس غيره ، نشرت هذه التحليلات على صدر موقعها الرسمي (( الموقع الرسمي للسيد السيستاني )) ، ولكن ما يحصل اليوم هو مزيد من العناد والتشبث ومخالفة توجيهات المرجعية ، فالمالكي يصر من جديد على رئاسة الحكومة متجاهلا كل الدعوات ومنها دعوات الدول الاقليمية الصديقة للعراق وليس غيرها ، والدول والخارجية في التنحي وترك السلطة ، وهذا الامر ينعكس بالطبع على حاضر ومستقبل العراق وشعبه في المزيد من التدهور والتفكك والضياع ، وحسبنا الله في من يفضل مصالحه الشخصية والحزبية الضيقة على مصالح الوطن والشعب العليا ..

طبعا سوف لا ينهض العراق وهو في وضعه الحالي وترؤس السيد المالكي وتربعه على عرشه الخاوي حيث ان الرجل ليس له اصدقاء او أوداء لا في العراق ولا في المنطقة الا اللهم حاشيته والمستفيدين من اغداقاته عليهم وهم قلة طبعا ، وكما حصلت لعنة المرجعية على هذا الشعب فانا أخشى والله من ان تحصل لعنة المرجعية هذه المرة ولكن بشكل اكثر قساوة وتفككا حينها لا أمل للعراق بعد ان أهدر الشعب الفرص التي سنحت له للتغيير ، وبعد ان ركب المالكي راسه لتاخذه العزة بالاثم ويصر ويستكبر استكبارا بدل ان يضع مصلحة الوطن فوق المصالح الدنيوية الزائلة ، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، اللهم آمين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك