المقالات

المرجعية والمحكمة الاتحادية

1497 2014-08-03

اثارت تاكيدات المرجعية الاخيرة حول ضرورة الاسراع باصدار قانون المحكمة الاتحادية تساؤلات عدة حول طبيعة عمل المحكمة الاتحادية ورأي مرجعية النجف وبالذات مرجعية السيد السيستاني باداء المحكمة خلال الاعوام الثمان العجاف السابقة.

والملاحظ (مع الاسف الشديد) ان تناول الاحزاب والنخب السياسية تجاه المحكمة الاتحادية وقانونها كان اداءاً باهتاً يشير الى توق الكثير من النخب الى الاهتمام بما يخص الغنائم الوزارية دون اهتمام كبير ببناء مؤسسات الدولة التي تاتي في مقدمتها واكثرها خطراً المحكمة الاتحادية .
ويبدو للمراقبين ان تشديد المرجعية الرشيدة على دور المحكمة الاتحادية في خطبة الجمعة على حل النزاعات بين المركز والاقليم وبين المركز والحكومات المحلية يشير بوضوح الى ان المرجعية ترى ان هذا الدور غائب او مشوه بحيث انها تعيد على مسامعنا اهمية اقرار قانون المحكمة الاتحادية وطبيعة عمل هذه المحكمة وكأن المرجعية تتحدث عن شيء غير موجود او ان الموجود لايلبي طموحها وطموح العراقيين (ان لم نقل ان المرجعية كما يبدو لاتعترف بماهو قائم الان).

وليس تجنياً منا ان نقول ان المحكمة الاتحادية كانت تتجاوز احياناً دورها في التدخل بما هو خارج عن اختصاصاتها فيما كانت تترك قضايا جوهرية من لب اختصاصاتها بحجج غير منطقية من قبيل انها لاتنظر في قضايا لم يتقدم احد لها بطلب النظر بها وكانها تحتاج في كل مرة لاستدعاء لتوقف التجاوزات على الدستور هنا وهناك وكأنه ليس واجباً عينياً عليها ان تقوم به سواء طُلب منها ذلك ام لم يطلب منها .

لقد قالت المرجعية قولتها ونبهت الجميع سواءاً الغافلين او المتغافلين ,وكما فعلت المرجعية حين اطلقت صرختها الراسخة المدوية بضرورة التغيير ,فانها هنا وخصوصاً في خطبة الجمعة الاخيرة قد اعطت بعداً حقيقياً وتفسيراً دقيقاً لمفهوم التغيير وانه لايقف عند تغيير وجوه الطبقة الحاكمة لكنه يجب ان يمتد الى تطهير القضاء وتغيير المحكمة باخرى وفق قانون دستوري يأتي لنا بمحكمة اتحادية تكون بمستوى طموح المرجعية والشعب .
ان لفت المرجعية لانتباهنا حول خطورة دور المحكمة الاتحادية والذي يشير بكل وضوح الى انها تضع علامات استفهام كبيرة على اداء المحكمة الحالية ,هذه اللفتة يجب ان نقف جميعاً عندها فالمرجعية لاتتحدث من فراغ وهي تشير الى مكمن خطر بالغ مفاده ان الاصلاح يبدأ من اصلاح المنظومة القضائية ,وان اول الاصلاح يكمن في ابعاد هذه المحكمة عن ان تكون العوبة بيد الحاكم .
لقد انذرتنا المرجعية وقد اُعذر من انذر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك